عندما نتأمل في حواء وتركيبتها الجسمانية والنفسية والعاطفية، وما أعطاها الله من صفات تختلف بها عن الرجل، نجد أنها تحتاج من آدم أن يراعي طبيعتها وما يمر بها من متغيرات خلال مسيرة حياتها، ومن ذلك على سبيل المثال الدورة الشهرية التي تعاني منها وتحدث تغييرا كبيرا في نفسيتها وفي تعاملها.. تلك التي لا ينتبه لها الكثير من الرجال الذين لا يقدرون ظروف المرأة ولا يلاحظون ما يصيبها من آلام وأحزان تظهر جليا على وجهها عندما تأتيها الدورة الشهرية، وكأنهم لا يهتمون إلا بأنفسهم، ولا يهمهم إلا تلبية رغباتهم وتحقيق مآربهم. وحقيقة المرأة تحتاج إلى لفتة كريمة، ولمسة حانية من الرجل، تنسيها همومها وما تعاني منه حينما يسأل عنها ويشجعها ويناديها بأفضل الأسماء، ويحرص على رضاها كما تحرص على رضاه، وإذا تعبت يواسيها ويساعدها بالتعاون معها وإحساسه بمكانتها، وأنها كيان شامخ ومدرسة عظيمة، وما أجمل اللطف وحسن التعامل مع المرأة! فالرجل الحاذق هو من يلتفت لامرأته وينتبه لها ويحرص على محبتها وتقديم كل ما يسعدها، ومن يفعل ذلك من الرجال فسيعيش بإذن الله في سعادة، وسيرى منها كل ما يحب ويريد من كلام فريد وعمل مجيد وكل احترام وتقدير. وحتى لا أظلم الرجل لابد لزوجته أن تحترمه وتقوم بحقوقه التي أوجبها الله عليها تجاهه لتدوم المحبة والمودة بينهما. والمرأة الفطنة هي التي تتلمس حاجات زوجها وتحرص على تطبيقها وتنفيذها، بحثا عن راحته التي ينشدها في الحياة عندما ارتبط بها. وإذا قام كل واحد منهما بواجبه تجاه الآخر دامت الأفراح بينهما، وعاشا سعيدين في بيت الزوجية، وأحسا بالأمن والأمان.