كثيرا ما نشاهد إعلانات تجارية في القنوات التلفزيونية، وهي أقرب لأفلام الرعب من الإعلان، ورغم أن مدة عرضها لا تتجاوز ثواني معدودة، إلا أن تأثيرها قد يكون مدمرا في بعض الأحيان. ولتحقيق هدف المعلن، يوظف بعض المخرجين مشاهد عنف وضرب واعتداء، وقد يصل الأمر إلى القتل، غير مدركين أن بين أفراد العائلة فردا صغيرا قد يرى ما تتضمنه من مشاهد مؤذية ترسله في غياهب التفكير السلبي، وتصيبه بأذى نفسي. تقول الإعلامية الماس البرهان: "إن الطفل بطبيعة الحال معرض لشتى الأفكار والمشاهد السلبية من حوله، سواء في شاشة التلفاز، أو الأجهزة الإلكترونية، أو حتى من الواقع، ومن واجبنا كأهل وإعلاميين أن نقوم بإيصال المعلومات، سواء كانت من خلال برنامج، أو مادة منشورة، أو إعلان بأساليب تربوية سليمة تراعي مراحله العمرية المختلفة". وأضافت أن "مخاطر شتى يجب أن تكون على الأجندة التوعوية للأطفال، مثل مخاطر التقنية، والأمراض المعدية والأوبئة، والسلوكيات الخطيرة كالإدمان، والتدخين، والتحرش، مشيرة إلى أهمية توفير مصادر موثوقة للمعلومات، حتى لا يلجأ الطفل للبحث عنها بنفسه. وترى الاختصاصية الاجتماعية أماني العجلان، "أن الطفل مستهدف على مدار اليوم من كل ناحية برسائل إيجابية وسلبية، والإعلانات إحداها، فعند مشاهدته لإحداها لا يفهم المضمون، ويستقبل فقط المناظر التي تعرض خلالها، فالصغير لا يفهم ما هو التدخين أو الإدمان، ومن هنا وجب على الأهل الجلوس مع أبنائهم، وشرح الهدف من وراء الإعلان، ومحاولة إيصال الهدف منه. وأكدت العجلان أن للقنوات الفضائية دورا مهما لإيضاح فكرة الإعلان حتى يتمكن الطفل من فهمه مباشرة، مشيرة إلى أنه في حال عدم مناسبته للطفل، يمكن التنبيه بإشارة إلى ذلك على الشاشة، أو إرجاء عرضه لوقت مناسب.