كان أول ما فعله أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عقب تسلمه رئاسة القمة من العراق هو استئذان القادة العرب في دعوة كل من رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب ورئيس حكومة المعارضة المكلف غسان هيتو لمنحهم مقعد سورية استناداً لقرار مجلس الجامعة رقم 139 في القاهرة في مطلع مارس الجاري ليجلس الخطيب على المقعد. وأكد أمير قطر في كلمته أمام القمة العربية بالدوحة أمس على ضرورة تلبية حقوق الشعب الفلسطيني، مشدداً أنه على إسرائيل أن تدرك أن القوة لا تصنع الأمن وإنما السلام هو الذي يصنع الأمن ويحميه. وقال "ممارسات إسرائيل غير المشروعة وتهويدها المقدسات لا تقود إلا لإشاعة التوتر في المنطقة ووضع مزيد من العراقيل أمام عملية السلام المتعثرة". واقترح أمير قطر عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة لرعاية المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة انتقالية لإجراء الانتخابات والاتفاق على موعدها. وقال إن "مسرى الرسول الكريم يتعرض لخطر جاد يتطلب منا عملاً جاداً لحمايته وعلى الدول العربية التحرك سريعا حيث إنه لم يتم تنفيذ قرارات قمة سرت بشأن القدس، لذا أدعو لإنجاز صندوق القدس بمليار دولار وأعلن عن دعم الصندوق بربع مليار دولار على أن يتولى البنك الإسلامى للتنمية إدارة الصندوق"، وندد أمير قطر بحصار غزة داعيا إلى إعادة رفع الحصار وإعادة إعمار القطاع. وبشأن سورية قال "إننا نرحب بمشاركة الائتلاف الوطني ولا شك أنهم يستحقون هذا المقعد لما اكتسبوه من شرعية في الداخل والخارج"، مشيراً إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تطورات خطيرة ومأساوية داخل سورية. ودعا أمير قطر إلى الوقف الفوري للقتل مع الحفاظ على وحدة سورية ودعم الجهود العربية والدولية لتحقيق السلام. وجدد عزمه على الاستمرار في تأمين الدعم والمساعدة للشعب السوري، داعيا إلى مؤتمر تحت مظلة الأممالمتحدة لإعادة إعمار سورية. وشدد على ضرورة أن تدرك الأنظمة العربية أنه لا بديل عن الإصلاح المبني على الفكر والدراسة. وقال "بالإصلاح ترتفع معدلات الإنتاج والتنمية لتوفير الحياة الكريمة لشعوبنا، لذا يتعين علينا الوقوف بجانب دول الربيع العربي، ولا يجوز أن يراهن أحد على حالة الفوضى بدول الربيع العربي". وأشار إلى أن طريق الإصلاح طويل والخوف من العقبات التي تواجه الأنظمة التي تقود التغيير غير مبرر. وأضاف "إذا كانت دول الربيع العربي بحاجة للدعم فإن مصر خاصة بحاجة لهذا الدعم نظراً لكثافتها السكانية ولا أحد ينسى التضحيات التي قدمتها مصر لأمتها، لذا فإن تقديم الدعم لمصر واجب علينا جميعاً". وقال الشيخ حمد "إننا نتابع التطورات الإيجابية في الصومال وهي تحتاج منا إلى مزيد من الدعم من أشقائها، وما تقوم به اللجنة العربية بجزر القمر بحاجة للتشجيع. وفي دارفور سوف يكون مؤتمر دارفور الذي تستضيفه الدوحة في أبريل، وسيكون لها مرحلة جدية من الاستقرار والتنمية". وتحدث أمير قطر عن ملف تطوير الجامعة العربية قائلا "لا بد من تطوير تحديث مجتمعاتنا وإننا ندعم تطوير الجامعة العربية بما يعزز قدراتها في التعامل مع المشكلات الراهنة على أن عملية الإصلاح ينبغي أن تستلهم تطلعات الشعوب في الحرية والعدالة الاجتماعية والتضامن العربي وتتطلب تحديد أولويات واضحة وبرامج محددة لتحقيق أولولياتها والبعد عن البيروقراطية واستحداث الآليات التي تعزز الجامعة والشفافية في اختيار الكوادر، وتقديراً للجهود الكبيرة التي يبذلها موظفو الأمانة العامة للجامعة فإننا نرى أنه آن الأوان لإنشاء صندوق معاشات لهم وأعلن عن مساهمة قطر بمبلغ 10 ملايين دولار".