أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، استقلال المنطقة التاريخية بجدة بميزانية تبلغ 250 مليون ريال، منها 50 مليونا جاهزة لتنفيذ المشاريع، ومنها ترميم 18 بيتا تاريخيا، لافتا إلى أن المنطقة التاريخية بجدة لم يكن لها بلدية واليوم هناك بلدية، كاشفا عن إنهاء موضوع الأوقاف فيها، والاجتماع بالملاك، وهناك اجتماع قريب لهم مع أمير المنطقة سيتم الترتيب له. وزف الأمير سلطان، البشرى بتقديم ملف جدة التاريخية لليونيسكو أخيرا، قائلا: بأن هناك بوادر إيجابية لقبوله، إن شاء الله، لإدراج المنطقة ضمن قائمة التراث العالمي. جاء ذلك على هامش زيارته التفقدية أمس، للمنطقة وإطلاقه الدورة التدريبية للمحافظة على تراث جدة التي تنظمها مؤسسة التراث الخيرية بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية "أرسيكا" خلال الفترة من 9 - 19 جمادى الأولى 1434ه في محافظة جدة، ضمن برنامج الحفاظ على التراث العمراني الإسلامي، وحضر انطلاق الدورة رئيس منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي. وشدد الأمير سلطان بن سلمان، عقب الزيارة "على أهمية العناية بالتراث الذي يمثل ضرورة وطنية لما له من أبعاد ثقافية واجتماعية واقتصادية وبيئية وأن هذه العناية لابد أن تتمثل في رؤى استراتيجية لتراث وطننا العريق الذي تزخر به بلادنا" حسب تعبيره، ضارباً مثلاً بالزائر إلى الدول الأوروبية، عندما يزور مثلاُ باريس ويعجب بها، قائلا: هو يزور باريس التاريخية وعندما يزور اسطنبول ويعجب بها أيضاً فهو يزور اسطنبول التاريخية. من جهته أوضح المدير العام لمؤسسة التراث الخيرية الدكتور أسامة الجوهري، أن عقد الدورة يأتي في إطار الشراكة والتعاون المستمر بين مؤسسة التراث الخيرية، ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية "أرسيكا" التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، حيث تتناول الدورة التدريب على ترميم المباني التاريخية والحفاظ عليها، إضافة إلى المسح الميداني لمواقع التراث العمراني في جدة التاريخية. وحول أهداف الدورة، قال الجوهري إن الدورة تهدف إلى تعزيز الوعي بالتراث العمراني، ونشر ثقافة المحافظة عليه وفق منهج علمي مدروس، مشيراً إلى أن الدورة تستهدف طلاب الجامعات في المملكة وخارجها، من خلال إعدادهم وتدريبهم في مثل هذه الدورات والبرامج، وإكسابهم مزيداً من الخبرات والتجارب التي تؤهلهم للاضطلاع بمهام العناية بالتراث الوطني والمحافظة عليه. وأضاف أن الدورة التدريبية تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة والفعاليات التي تقدمها مؤسسة التراث الخيرية، بهدف المحافظة على التراث العمراني والعناية به، مؤكداً أن مثل هذه الأنشطة تسهم في ترسيخ ثقافة التراث العمراني واستشعار قيمته، حيث تعمل المؤسسة على إعادة صياغة المفهوم الوطني للتراث، وتأكيد أهميته، بوصفه عنصراً متجدداً يستمد جذوره من الماضي. منوها إلى أن أنشطة مؤسسة التراث الخيرية تتضمن عدداً من البرامج، منها جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، والبرنامج الخيري للعناية بالمساجد العتيقة، والتوثيق التاريخي، إضافة إلى عدد من الأنشطة في المجالات المتعلقة بالمحافظة على تراث المملكة العربية السعودية، والتراث العربي والإسلامي. ويشارك في الدورة علماء وخبراء وأساتذة جامعات ومختصون في مجال التراث العمراني من المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، وتركيا، وإيطاليا، بالإضافة إلى عدد من الجهات ذات العلاقة، مثل أمانة محافظة جدة، ومجموعة من طلاب جامعات الملك عبدالعزيز، وأم القرى، وسراييفو.