وسط توتر شديد عاد الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف إلى بلاده أمس، حيث حطت طائرته في كراتشي (جنوب) بعد خمسة أعوام قضاها في المنفى، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأفغانية أن الرئيس حامد قرضاي، سيتوجه لقطر في وقت لاحق من الشهر الجاري لإجراء محادثات سلام مع حركة طالبان. وقال مشرف في مقابلة نشرتها مجلة "دير شبيجل" الألمانية: "في عهدي كانت باكستان بلدا صاعدا، اقتصاده مزدهر. لم يكن الإرهاب مشكلة كبيرة كما هي الحال اليوم. إن النجاح في هذين المجالين السياسيين هو المفتاح لجعل باكستان بلدا مستقرا وسليما. أريد أن أعيد باكستان إلى سكة الازدهار وتحريرها من الإرهاب". وأضاف "في 2007 كانت نسبة شعبيتي 78%. إذا أنا أحرزت الكثير من النجاح خلال ثمانية أعوام، بالمقابل كانت حصيلة السنوات الخمس الأخيرة فشلا على كل الأصعدة". وتطرق مشرف إلى العلاقات الأميركية الباكستانية ولا سيما العملية العسكرية التي شنتها فرقة "كوماندوز" أميركية على الأراضي الباكستانية وقتلت خلالها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فقال "إن الطريقة التي جرى فيها هذا الهجوم لم تكن مناسبة. ما من بلد يحق له انتهاك سيادة بلد آخر كما فعلت الولاياتالمتحدة في تلك الحالة". وأضاف أن تصفية أسامة بن لادن "كانت حتما إنجازا، ولكنه إنجاز كان يمكن أن تقوم به قوات الأمن الباكستانية". وغداة إعلانه العودة، هددت طالبان الباكستانية بقتله إن هو رجع إلى باكستان. وأكد مشرف أنه ليس خائفا على حياته. وقال "خلال السنوات الاثنتي عشرة الفائتة حاول الإرهابيون مرارا إرسالي إلى الجحيم ولكنهم لم ينجحوا، ولن ينجحوا، الحظ دوما إلى جانب الشجعان". في غضون ذلك، أعلن رئيس مفوضية الانتخابات الباكستانية فخر الدين إبراهيم، في مؤتمر صحفي بإسلام أباد أن المفوضية انتخبت القاضي المتقاعد مير هزار خان كهوسو، لمنصب رئيس وزراء الحكومة الانتقالية في باكستان، موضحا أن أربعة من أعضاء المفوضية صوتوا لصالح كهوسو مقابل معارضة عضو واحد. إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية جنان موسى زاي، في مؤتمر صحفي: "إن زيارة الرئيس قرضاي هي نتيجة لدعوة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وستتضمن مناقشات بشأن تبادل التعاون وعملية السلام مع طالبان". كما ستتضمن الزيارة إجراء محادثات مع الجانب القطري بشأن إقامة مكتب سياسي لطالبان في العاصمة القطرية الدوحة. يأتي ذلك، في وقت يتم فيه نقل السيطرة بالكامل على سجن قاعدة باجرام الذي يضم متمردين ومعتقلين آخرين خطيرين من عناصر طالبان والقاعدة إلى السلطات الأفغانية وفق الاتفاقية الأخيرة بين كابول وواشنطن. ميدانيا قتل جنديان أميركيان أمس برصاص أفغاني يرتدي زي قوات الأمن في قاعدة عسكرية مشتركة في ننجرهار بمديرية "خوكياني" شرق البلاد. وفي باكستان، أكد الجيش مقتل 17 من جنوده بهجوم انتحاري وقع الليلة قبل الماضية على نقطة عسكرية في وزيرستان الشمالية.