استأنف مؤتمر الحوار الوطني فعالياته أمس، وسط ضغوطات بضرورة حسم مشكلة الجيش المنقسم في أسرع وقت ممكن، خاصة أن عددا من قادة الجيش ما يزال يوالي الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأكد عدد من المتداخلين ضرورة اتخاذ قرارات جمهورية تستكمل القرار الجمهوري الخاص بتوحيد الجيش، والذي صدر أواخر العام الماضي، وفي مقدمتها تعيين قادة المناطق السبع التي تم تحديدها بالقرار الجمهوري السابق، بعدما تم تقسيم الجيش إلى أربع قوات هي الجوية والبحرية والبرية وحرس الحدود، فيما تقسم القوات البرية إلى 7 مناطق عسكرية. وتشير مصادر مطلعة إلى أن هادي على وشك إصدار قرارات جمهورية جديدة، إلا أنه تم تأجيلها لحين انطلاق مؤتمر الحوار الوطني، الذي بدأت أعماله في 18 مارس الجاري. في غضون ذلك قال مصدر بالحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار، إن لقاء ضم المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر كرس لمناقشة السبل الكفيلة بمعالجة القضية الجنوبية عبر مؤتمر الحوار. وجاءت لقاءات ابن عمر مع المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني بعد تزايد الدعوات المطالبة بفك الارتباط واستعادة دولة الجنوب السابقة، وهو المشروع الذي يتبناه نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض، المقيم في بيروت منذ نحو عامين ويحظى برعاية حزب الله. وأشار المصدر إلى أن دبلوماسيين أميركيين التقوا أول من أمس بعدد من ممثلي الحراك الجنوبي بصنعاء، وجددوا لهم موقف الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي الرافض لمشروع البيض، وأن الانفصال مستحيل وعلى الجنوبيين البحث في خيارات أخرى لمعالجة الشأن الجنوبي عبر تبني مشروع أقاليم أو دولة اتحادية. وفي سياق متصل قتل ثلاثة من أنصار جماعة الحوثي، الذين كانوا يرافقون العضو المشارك عن الجماعة في مؤتمر الحوار الوطني عبدالواحد أبوراس بعد خروجه من جلسة مؤتمر الحوار الوطني. وأكدت مصادر رسمية أن كميناً مسلحاً من قبل مسلحين استهدف أحد أعضاء مؤتمر الحوار عن قائمة "أنصار الله"، في إشارة إلى الحوثيين، وهو عبدالواحد أبوراس. وأعلن نائب رئيس مؤتمر الحوار عبدالوهاب الأنسي في مستهل الجلسة المسائية أمس عن إدانة واستنكار أعضاء وعضوات المؤتمر للحادث الإجرامي والكمين الغادر الذي استهدف أبوراس، وطالب خلال ترؤسه للجلسة المسائية الأجهزة الأمنية بسرعة التحقيق في هذه القضية وضبط المتهمين وإحالتهم إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم. إلى ذلك تعهد الرئيس اليمني السابق، زعيم حزب المؤتمر الشعبي العام، بالسعي لمنع تفرد "الإخوان المسلمين" بالسلطة في اليمن، متهما إياهم بابتزاز الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي. وقال في لقاء مع قادة حزبه وحلفائه: إن "من واجبنا منع استحواذ الإخوان وتفردهم بالقرار السياسي؛ لأنهم يبتزون الرئيس عبدربه منصور هادي، كلما حاول أن يرفض لهم طلبا أو قرارا ويقولون إنهم من انتخبوه، مع أن المؤتمريين هم من رشحوه كونه قياديا مؤتمريا وهم من انتخبوه كي يجنبوا اليمن مقامرات من كانوا يريدون السلطة ولو على أنهار من الدماء". وأكد صالح أن حزبه يحاول التنسيق مع الرئيس هادي في كثير من المواقف، متمنيا أن يعالج هادي مشكلة مرشحي حزب المؤتمر وعددهم 25 من قياداته ليضمها في قائمته.