قتل 6 من تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي خلال عملية نفذها الجيش الموريتاني بدعم فرنسي في شمال مالي فيما لاذ أربعة بالفرار، حسبما أعلن وزير الداخلية الموريتاني محمد ولد أبيليل أمس. وساد الغموض حول أهداف هذه العملية الخاصة التي جرت أول من أمس، حيث لم توضح باريس ما إذا كان الهدف منها هو الإفراج عن الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو الذي يحتجزه التنظيم منذ 19 أبريل الماضي. وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أنها قدمت دعما لوجستيا لموريتانيا مكنها من إفشال مخطط للهجوم على مواقع موريتانية أعدته مجموعة خاطفي جيرمانو. وأوضحت باريس أن المجموعة المستهدفة هي نفسها التي تحتجز مواطنها وترفض إعطاء دليل على بقائه على قيد الحياة، كما ترفض التفاوض لإطلاق سراحه، مشيرا إلى أن هذه المجموعة المستهدفة هي نفسها المجموعة التي أعدمت الرهينة البريطاني منذ عام. إلا أن بيان الوزارة أوضح أن العملية كانت تهدف أساسا إلى تقديم الدعم اللوجستي لموريتانيا التي تهدف أصلا إلى استباق هجوم كانت القاعدة تعتزم شنه على مواقع موريتانية. إلا أن العملية المذكورة جرت شمال مالي في منطقة واسعة تضم عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما أوضح وسيط مالي فاوض في العديد من عمليات الإفراج عن رهائن أوروبيين في المنطقة. وقال إنها محاولة باءت بالفشل للإفراج عن الرهينة. وأضاف "ما أعلمه هو أن الموريتانيين هم الذين توجهوا إلى الصحراء حيث كان من المفترض أن يكون الرهينة الفرنسي محتجزا في شمال مالي، يبدو أنهم ذهبوا للبحث عن الرهينة الفرنسي ولكنهم لم يعثروا عليه في المنطقة". من جانبه أكد ل "الوطن" أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية بجامعة جنيف والمختص بالحركات الإسلامية ماثيو غيدير، أن "عملية الكوماندوز هي الأولى لباريس في هذه المنطقة، وأنها تندرج في إطار تعاون وشراكة مع موريتانيا في مجال الأمن والدفاع ومكافحة الأرهاب، كان البلدان وقعا عليها منذ أكثر من عام". وقارن غيدير العملية بعمليات الكوماندوز وقال "إنها تمت على الأرجح بمشاركة خبراء عسكريين فرنسيين"وأنها العملية الوحيدة الفعالة ضد الحركات الإرهابية وخاصة في هذه المنطقة الواسعة من الساحل. وذكر غيدير "أن وزراء الدفاع والداخلية لكل بلدان الساحل اجتمعوا في الجزائر منذ حوالى 3 أشهر برعاية أوروبية أمريكية ووقعوا اتفاقات مشتركة في الدفاع والأمن لمحاربة تنظيم القاعدة، وأنها شكلت قيادة مشتركة لقيادة عمليات مكافحة الإرهاب في الصحافة الكبرى. وحول الرهينة الفرنسي، لم يؤكد غيدير أن "العملية استهدفت أساسا تحرير جيرمانو، لكنه أوضح "أن تنظيم القاعدة يحاول أن يفاوض لكنه في كل مرة تفشل المفاوضات بسبب التواجد الأمني والعسكري في هذه المنطقة. وهذا ما جعل التفاوض لتحرير جيرمانو صعبا ومعقدا".