نجح صاحب بيت الصالحي التراثي بمحافظة عنيزة فهد الصالحي في إعادة ما يعرف قديما "بالشبّة" التي كان يجتمع فيها الجيران والأصدقاء لتداول الأحاديث الودية فيما بينهم خلال الفترة ما بين صلاتي المغرب والعشاء. ويقول الصالحي الذي كان يجلس مع عدد من كبار السن في "الشبّة" ل"الوطن" إنه قام بتهيئة بيته التراثي لهذا الأمر في فترة دورية ثابتة، خصوصا في الوقت الذي يعرف في أوساط المجتمع "ما بين العشاءين" أي بعد صلاة المغرب إلى آذان العشاء، حتى تتسنى الزيارة للجميع في هذا الوقت الذي يعد مناسبا للزيارات، مؤكدا أنه فتح بيته التراثي أمام جميع الأسر والعوائل التي ترغب في الاطلاع على التراث القديم. ويشير سعد بن محمد المسمى، في حديثه عن تاريخية التقليد أن "الشبّة" برزت في التسعينات الهجرية، وهو عبارة عن ملتقى لأهل الحارة تتم الدعوة إليه بوسائل بسيطة ليس بها أي تكلف ولا رسميات، ويشتمل أيضا على اجتماع إخباري لتداول الأخبار حول ما حدث في المنطقة خلال أسبوع أو شهر ك"فلان ذهب، فلان عاد، فلان سافر" أي مناقشة الأمور الاجتماعية. ويضيف أن بعض الشبات تستضيف أحيانا قاصا أو روائيا أو حافظا لبعض قصائد الشعراء المشهورين ليكون عريف الجلسة كما يقال الآن، أي أن مثار الحديث يكون حول ما يطرحه من قصص وروايات وقصائد، مضيفا أن الشبة غالبا لا تطول عن ساعة ونصف أو ساعتين بعد صلاة العشاء وهذا المؤكد. ويمضي المسمى في سرده بأن الحرص على الشبة في هذا الوقت جاء بسبب قلة الاهتمام بها لوجود وسائل التواصل الاجتماعي التي أثرت عليها، إضافةً إلى الرسميات التي دخلت على المجتمع خلال الأربعين سنة الماضية. ويفيد بأن الاستراحات الموجودة ربما حاولت تكرار تجربة "الشبة" رغم الفارق الكبير فيما يدور بجلساتها، وتابع "أصبح الشباب يهتم بالجانب الرياضي والفني والتقني "تويتر وفيس بوك".. وهذا يبني في الجيل الفردية ويضر بالعلاقات الاجتماعية، بينما في الشبة قديما كانت هناك حميمية وإنصات جميل وتقدير للضيف الزائر".