قال رئيس المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس أمس إن لبنان يواجه "تهديدا لوجوده" بسبب الصراع الذي طال أمده في سورية. وأضاف في مؤتمر صحفي في بيروت في اليوم الثاني له في البلاد، حيث يجتمع مع لاجئين ومسؤولين إن "تأثير هذه الأزمة كبير في لبنان ويتعين على المجتمع الدولي أن يعي تماما ذلك، وأن يدرك أن الصراع في سورية يمثل تهديدا لوجود لبنان، وينبغي أن يظهر للبنان وشعبه وحكومته ومؤسساته تضامنا ودعما أكبر بكثير مما يحدث حتى الآن". وأضاف جوتيريس "الصراع في سورية أكبر من مجرد مأساة إنسانية.. أصبح الصراع السوري تهديدا كبيرا للسلام والأمن الإقليميين. هناك تهديد حقيقي لامتداد الصراع من سورية إلى خارجها". وبعد عامين من الصراع يعاني لبنان من ضغوط ناجمة عن وجود مليون سوري يعيشون إلى جانب سكان البلاد البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة، بالإضافة إلى التوتر السياسي بين طرفين، أحدهما يؤيد الرئيس السوري بشار الأسد، بما في ذلك حزب الله، والآخر يؤيد الانتفاضة ضده، بما في ذلك حركة 14 مارس المعارضة. وكانت دمشق قد حذرت أمس من أنها قد تضرب "مقاتلي المعارضة المختبئين في لبنان، إذا لم يتحرك الجيش اللبناني، لأن صبرها له حدود". وقالت وكالة أنباء "سانا" إن وزارة الخارجية السورية أبلغت نظيرتها اللبنانية بأن "مجموعات مسلحة قامت وبأعداد كبيرة بالتسلل من الأراضي اللبنانية إلى الأراضي السورية في ريف تلكلخ". ومن جهتها أكدت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إليزابيث بيرس أمس في جنيف أن أعداد اللاجئين السوريين في تزايد مستمر خلال الشهور الأخيرة، خاصة القادمين من المحافظات السورية الشمالية ويلجؤون إلى شمال العراق. وأضافت أن البرنامج يقوم بتوسيع عملياته في العراق لتوفير الحصص الغذائية والمساعدات إلى 95 ألف قسيمة كل شهر. وبينت أن الحكومة العراقية تدرس إمكانية فتح مخيمات جديدة بعد أن اكتظت الأنبار باللاجئين، حيث طلبت من البرنامج توفير المساعدات الغذائية في المواقع الجديدة. وقالت المتحدثة إن برنامج الأغذية يحتاج على نحو عاجل إلى 156 مليون دولار لمواصلة إطعام اللاجئين من الآن وحتى يونيو.