كشف خبيران في التدريب والتوظيف عن إقبال كبير من شركات القطاع الخاص على تسويق وظائفها عبر التركيز على أبناء الهجر والقرى، مقارنة بأبناء المدن، بسبب جديتهم في العمل وعدم تسربهم للبحث عن فرص وظيفية أخرى وقناعتهم بالرواتب البسيطة. وحذر الخبيران من استغلال أبناء الهجر والقرى عبر إخفاء مزايا وظيفية أثناء كتابة العقود، مؤكدين أن توظيفهم سيتلاشى مع الوقت بمجرد احتكاك أبناء الهجر بالمدينة ومعرفتهم بطبيعة الظروف المعيشية في المدن، وأن قبولهم بالرواتب البسيطة هو بوابة عبور وجسر خلال الأشهر والسنوات القليلة من العمل نحو فرص أفضل، لعدم قدرتهم الجمع مع تلك المهن وتحمل تكاليف المعيشة بالمدن من سكن ونقل وغيرها. وأوضح رئيس لجنة التدريب بغرفة جدة الدكتور أحمد السلطان ل"الوطن"، أن الشركات خاصة تلك التي تحتاج إلى توطين وظائف كثيرة، يفضلون أبناء الهجر في الوظائف الشاقة، التي تحتاج لمجهود بدني، والتي يتم قبولها من قبل المتقدمين بمجرد المقابلة الأولى للتوظيف. وقال السلطان: "يتميز أبناء الهجر بواقعية الحياة، بسبب طبيعة الحياة المتقشفة، لذا فإن ثقافتهم في العمل تختلف عن أبناء المدن، فليس لديهم مشكلة في المسميات الوظيفية، ولا الراتب المقدم، ويقبلون الذهاب لمناطق بعيدة عن المدن للعيش فيها. وبالمقابل، يؤمن كثير من أبناء الهجر بأن ذلك فرصة للعمل، وهي بداية لتحقيق طموحاتهم وأهم من ذلك رفضهم البقاء عاطلين عن العمل واستمرار أخذ مصروف من والدهم بعد تخرجهم الدراسي. من جانبه، قلل عضو لجنة التدريب بغرفة جدة وخبير التوظيف الدكتور نبيل النبهاني، من تطلعات الشركات، موضحا أن إقبالهم على توظيف أبناء الهجر والقرى لأهداف تتعلق بقلة الرواتب وإخفاء المزايا الفعلية للوظائف "موقت"، فبمجرد احتكاك أبناء الهجر بالمدينة خلال الأشهر الأولى يفاجؤون بالتغير ويتطلعون للأفضل والبحث عن فرص وظيفية مناسبة، خاصة أن الرواتب البسيطة لا تساعدهم على تحمل مصاريف المدينة. وأشار النبهاني أن التطور واستخدام السعوديين لوسائل الاتصال قلل الفجوة بين الهجرة والمدينة، وليس عيبا أن تكون نظرة الشركات لأبناء الهجر الصبر وإصرارهم على تحمل المسؤولية، ولكن العيب أن يكون تركيزهم في عملية التوظيف على استغلالهم من أجل القبول بوظائف بسيطة بهدف تحقيق نسب عالية في توطين الوظائف. يذكر أن صندوق الموارد البشرية عقد اتفاقية مع مكاتب التوظيف، لتقديم خدماتها مجانا للباحثين عن العمل المسجلين في قاعدة بيانات "حافز"، خاصة في الهجر والقرى الصغيرة، للقيام بالتنسيق مع الشركات، بهدف دعم وتطوير القوى العاملة الوطنية وتوظيفها في القطاع الخاص.