أولت الصحف المغربية اهتماما جيدا بمشاركة المغرب كضيف شرف بالمعرض الدولي للكتاب بالرياض، الذي يسدل الستار عليه مساء اليوم، ولم يتوقف اهتمام الصحف على حجم مشاركة المغرب وأنشطة الكتّاب والناشرين المغاربة، بل ركزت في أخبارها وملاحقها الثقافية على أنشطة المعرض المختلفة، ورأت معظمها أنه "فتح الباب لكل أنواع المعرفة"، وأن "شيئا ما غير مسبوق يحدث في السعودية اليوم" في إشارة إلى عدم منع أي كتاب. وتضمنت الصفحة الأولى للملحق الثقافي لصحيفة "الاتحاد الاشتراكي" تغطية صحفية شاملة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، وجاء في الموضوع الرئيس للصفحة "أن الجناح المغربي في اليوم الأول من المعرض، عرف توافدا كبيرا لفت الانتباه، وكان واضحا أن توافد السعوديين على إنتاجات الفكر والأدب المغربي ليس مردها إلى كون المغرب ضيف الشرف، أو للعلاقات المعروفة بين البلدين، بل هو توافد ثقافي مفكر به". وأكدت الصحيفة أن أكثر المؤلفات المغربية مبيعا في المعرض هي كتب الجابري، والعروي، وكمال عبداللطيف، ومحمد مفتاح، ومحمد المصباحي. وتساءلت الصحيفة "هل سينتقل الانفتاح المغربي إلى معارض السعودية ويحدث العكس عندنا؟ هل سيهتم السعوديون بتراث الجابري وبتجديدات العروي واجتهادات السلفية الوطنية من العربي العلوي إلى علال الفاسي إلى غيرهما من رواد التحرير، وأننا سنكون أمام طوفان الفيزازي والريسوني وأبو حفص والزمزمي؟ سؤال يحتاج إلى الوقت". ولاحظت الصحيفة أن الحضور لندوة "إشكالية التأصيل في الفكر المغربي الحديث" لم يعكس الاهتمام الكبير بالإنتاج المغربي لدى الزوار "حسب رأيها". وقالت: إن محمد المصباحي لم يخرج عن الثلاثية نفسها بتفاصيل أخرى تنتهي به إلى الدفاع عن محاور ضرورية بين عقلانيات ثلاث: الإيمانية عند الحبابي، والتراثية النهضوية عند الجابري، والكونية العلمانية عند العروي. أما محمد جبرون فكان يبدو أنه يصفي حسابا مع العروي والجابري من أجل الدفاع عن الحداثة الإسلامية كما رآها طه عبدالرحمن. وتحت عنوان "كماليات ضرورية" أشادت الصحيفة باستخدام التكنولوجيا. وقالت: إن الزائر يستطيع أن يستعمل التقنيات وشبّاكا آليا من أجل التعرف على الكتب، أو يدخل اسم الكتاب في الآلة التي توجد في كل مكان من المعرض، ويعرف بالضبط الدار التي تعرضه وثمنه وما إلى ذلك من المعطيات الخاصة به. أما صحيفة "الأحداث المستقلة"، فقد غطت أحداث معرض الرياض للكتاب بعدة مقالات نقدية وخبرية، وتحت عنوان "معرض الرياض.. رحلة البحث عن شكري وكيليطو وبنجلون" قالت الصحيفة: إن زوار رواق وزارة الثقافة المغربية "كانوا يبحثون عن كتب محمد شكري، وجديد عبدالفتاح كيليطو، والطاهر بنجلون". وأشادت الصحيفة بما أسمته "التحول في قبول الانفتاح على مختلف الثقافات الأخرى، ودعت إلى تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين".