فيما توقع أهالي منطقة عسير أن تشغيل المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للمرحلة الأولى من توسعة تحلية الشقيق "2"، وما تضمنته من زيادة في كميات المياه، وتحديدا في خزاني المياه شرق أبها، ستكون نهاية الأزمات، شهدت محطة التوزيع في أبها خلال اليومين الماضيين ازدحاماً كثيفا بدد فرحتهم حيال المستقبل المائي، لاسيما أن الفترة الحالية لا تشهد إقبالا في أعداد الزائرين لعسير كما هو الحال في الصيف. ويشير المواطن ياسر الشهري، إلى أنه اضطر لسحب رقم من محطة أبها صباح الخميس الماضي، ولم يحن دوره إلا عصر أمس، وواجه معاناة حقيقية لاسيما مع انتهاء الماء بمنزله، وانتظاره لفترة طويلة فضلا عن تردده إلى المحطة، وطلب سائق الصهريج مبالغ إضافية. وأضاف الشهري: أن البعض عمل على تضخيم الازدحام وإن كان واقعاً لاسيما من ذوي المصالح، وذلك من خلال بث شائعات في أوساط المجتمع مفادها نقص في الإمداد، وأخرى تتحدث عن عطل بأحد الأنابيب، وثالثة تشير إلى ضرورة التسجيل المبكر في محطات التوزيع، في حين عمد بعض سائقي الصهاريج إلى الحضور بصهاريجهم، ومن ثم جلب سياراتهم الخاصة مع الاستعانة ببعض معارفهم لتكوين أرتال من السيارات أمام بعض المحطات، لإيهام المجتمع بالازدحام، وبما يعمل على إيصال رسالتهم التي لا تخلو من الجشع وزيادة الأسعار، مؤكدا على ضرورة قيام الجهات المعنية في إدارة المياه والأجهزة الرقابية بدروها كاملا في هذا الجانب، والخروج إلى الرأي العام لتوضيح حقيقة الازدحام. ومن محطة أبها يقول المواطن علي عبدالله "من ذوي الاحتياجات"، إن وضعه الصحي لم يشفع له لإعفائه من الانتظار والانتظام في طوابير طويلة، لافتاً إلى أنه أبلغ من موظفي المحطة بأن من أعطي رقماً لهذا اليوم "الجمعة" فسيكون موعد تزويده بالمياه الأحد المقبل "أي أن مدة الانتظار تقارب ال 48 ساعة، مناشداً المسؤولين بضرورة وضع حد لمعاناة المواطنين وأزمة المياه التي تتفاقم عاماً بعد آخر دون وضع حلول جذرية. ويشير المواطن أيمن الشرفي من مدينة أبها، إلى أن المياه مقطوعة عن منزله منذ يومين ولم يتمكن من إحضار صهريج عطفا على حدة الازحام - على حد قوله -، واضطر إلى إحضار عدد من "دبات" المياه وتعبئتها لتلبية احتياجه وأسرته من الماء بشكل مؤقت، لافتاً إلى أنه رصد خلال انتظاره في محطة المياه طلاباً استغلوا فترة الانتظار للمذاكرة، وكبار سن ذاقوا الأمرين من طول مدة الانتظار، وسط جشع بعض السائقين. أما المواطن محمد الغنمي، فأكد أنه من الطبيعي حدوث زيادة طلب على المياه، بحلول موسم الصيف وقرب توجه الآلاف من الأسر إلى المنطقة سواء من أبنائها أو من الزائرين، وذلك يتطلب من مسؤولي المياه زيادة كميات الضخ وزيادة الساعات العمل في محطات التوزيع على مدار الساعة، وفرض رقابة على التوزيع يضمن عدم رفع الأسعار واستغلال الازدحام، إلا أنه من غير المقبول حدوث تلك الأزمات في الأيام الهادئة وتحديدا خلال الفترة الحالية. وأضاف، أن عسير لن تفارقها انقطاعات المياه وتبعاتها في ظل عدم جود خطة استراتيجية للأمن المائي، إذ إن واقع المنطقة يشير إلى وجود تراكمات سابقة أدت إلى نشوب أزمات شبه متواصلة فيما يتعلق بالأمن المائي، ومن أسباب ذلك لجوء وزارة المياه إلى الاعتماد على السدود ومن أبرزها سد مربة الذي يعد شبه فارغ حاليا. وأجرت "الوطن" عصر أمس اتصالات بمدير عام المياه في المنطقة المهندس يزيد آل عائض، في محاولة لتوضيح حيثيات الازدحام إلا أنه لم يرد، رغم إرسال رسائل نصية إلى هاتفه الجوال مؤكدة الاستلام. إلى ذلك، أكد مصدر مطلع ل"الوطن" أمس، أن الازدحام الحالي لا يخص إدارة المياه بعسير، بل يخص المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة "مشروع الشقيق "2"، إذ تسبب عطل في صمامات خط المياه بطريق الملك عبدالله الحديث، إلى توقف المياه عن الضخ منذ ثلاثة أشهر، مما اضطر إدارة المياه إلى العودة إلى الكميات السابقة، والتنوع في توزيع الكميات المتاحة، من خلال الشبكات تارة ومحطات التوزيع تارة، وأدى ذلك إلى الازدحام وزيادة الطلب في نقاط التوزيع. وأضاف المصدر: أنه تم تركيب صمامات جديدة، وسيعاود الضخ مرة أخرى للخزانات الكبرى في أبها، ومن ثم ستعود الأمور إلى طبيعتها، في حين أن مشروع الشقيق "2" لا يزال في عهدة المقاول ولم يتم استلامه بعد.