تألقت مساء أول من أمس، قصيدة "الحياة" للأديب الشاعر عبدالله بن إدريس، بعد أن اكتملت أبياتها، وتشكلت "قافيتها"، فإذا كانت "القافية" كما وصفها الأخفش، بأنها آخر كلمة في البيت، وإنما سميت قافية لأنها تقفو الكلام، فإن "قافية حياة" ابن إدريس كتاب يلخص مشوار عقود طويلة من التجارب والوقائع، وفصول تاريخ عريق يرتدي رداء السيرة الذاتية. نادي الفروسية بالملز، وسط العاصمة الرياض، والواقع على بعد أمتار قليلة من منزل ابن إدريس، احتضن حفل تدشين النسخ الأولى من كتاب "قافية الحياة"، الذي يروي السيرة الذاتية لابن إدريس، المولود في بلدة حرمة، بمنطقة سدير عام 1347. ووصف راعي الحفل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الاحتفالية، بأنها ليلة أهل الفكر والعلم. وقال في كلمته: "كم أنا سعيد في هذه اللحظة التي أكون فيها بين نخبة من محبي الشيخ عبدالله بن إدريس، والهاوين لفكره وعطائه، والذي قدم لنا عصارة فكره وجهده ليفرز لوطنه موسوعة فكرية متكاملة، وقدم للمكتبة الثقافية السعودية عددا من الكتب والدواوين، التي باتت موسوعة متكاملة، ومكتبة سيارة ينهل منها المجتمع بأطيافه، أنواع الأدب والشعر". وقال خوجة عن الشيخ ابن إدريس: "لست مبالغا إن قلت إنه يمكن لي أن أصنف فكر وشعر شيخنا، بأنه الأديب والكاتب والشاعر المبدع، والعبقري في عالم الأدب والشعر والفكر والفن، الذي ساهم بفعالية متنامية في تاريخ حركة الشعر والأدب في المملكة، وتحديدا في منطقة نجد، والكل يتذكر كتابه الشهير "شعراء نجد المعاصرون"، كما ساهم في كثير من البرامج التربوية والثقافية. وكان للمحتفى به كلمة، وصف فيها راعي الحفل"خوجة" بالشاعر الرقيق، وقال: "ليس من لحظة سعيدة تمر على المبدع كاتبا أو شاعرا أكثر من أن يمد الله في عمره، فيكتب وينشر "سيرته الذاتية" التي يضع فيها ما مر عليه في حياته من خير وفير، وشر يسير، وسعادة طويلة، وحزن قصير، سيرة يوثق فيها ما استطاع تحقيقه في حياته وما لم يستطعه، وما قد تم من نجاحات فيحمد الله عليها، وما قد وقع من إخفاقات فيحمد الله عليها أيضا، أنها لم توقفه من استمرار المحاولة". وشدد ابن إدريس على أن السيرة الذاتية ليست وثيقة أمجاد فحسب، ولا ينبغي لكاتبها أن يجعلها كذلك، إذ تتحول حينها من بشرية إلى ملائكية، فالسيرة الذاتية الحقيقية والصادقة هي خليط من الإنجازات، والإخفاقات، التي يمر بها كل من يريد أن يضع بصمة في هذه الحياة، و"أرجو أن أكون قد نجحت في ذلك". وداعب مقدم الحفل سفير المملكة في منظمة اليونسكو زياد الدريس، الشاعر عبدالرحمن بن عثمان التويجري، حينما سأل الحضور "هل تتصورون أن يمدح أحد أبناء "المجمعة" واحدا من أبناء "حرمة"، في إشارة إلى العلاقة النمطية التي شابها نوع من المنافسة بين أبناء البلدتين، إذ ألقى التويجري وهو من أبناء المجمعة قصيدة في المحتفى به، حاكى بها قصيدة للشاعر محمد الجواهري، يمتدح فيها الملك حسين بن طلال، بعنوان "أسعف فمي". وسرد الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، تاريخ ابن إدريس في بدايات تأسيس الإذاعة في الرياض، فيما تحدث الشاعر حمد العسعوس عن مجلس ابن إدريس وعلاقته بأبنائه، وكيف كانت الفوارق العمرية تذوب، نتيجة مساحة الحرية في المجلس.