لم تعد العلاقات الدبلوماسية محصورة في جانب التبادل السياسي، أو منح التأشيرات (الفيز)، بل امتدت لتلامس جوانب إنسانية بين الشعوب، ممثلة هذه المرة في التبادل الفني. فقد نجحت "دبلوماسية الفن" في جذب المصورة الإيطالية الشهيرة "تيريزا إيمانويلا" لاستعراض أعمالها في جدة، ولكن ليس من بوابات معارض الصور التقليدية، بل عبر بوابة القنصلية الإيطالية في جدة، من خلال معرض فني ينطلق اليوم ويمتد إلى 14 مارس الجاري، ويفتح أبوابه من الخامسة عصرا حتى العاشرة مساء، تحت إشراف خبيرة الفنون السعودية داليا إسلام، وهو الأمر الذي يمثل أحد أوجه التعاون الفني بين السعودية وإيطاليا. ويواكب المعرض برامج تعليمية للكبار والشباب والأطفال، بما في ذلك جولة تعليمية تتيح للمشاركين، استكشاف الأعمال المعروضة والتقاط الصور، تليها جلسة دردشة تفاعلية مع المصورة تيريزا. وسيحصل كل مشارك على صورة مطبوعة ومؤطرة للعمل الفني المفضل بالنسبة له كتذكار. ويأتي المعرض في إطار مبادرة "دبلوماسية الفن" التي أطلقتها "بي إم جي" وهي مؤسسة مدنية تعمل في جدة لخدمة المجتمع، وتعزيز التفاعل الإنساني في جوانبه الفنية والثقافية والمعرفية بين السعودية وبلدان العالم. وتعتبر المبادرة - بحسب القائمين عليها - وسيلة لتقدير الجمال والإبداع بين فناني المملكة وفنانين آخرين من مختلف أنحاء العالم، حيث تقوم بتسليط الضوء على أبرز أعمالهم، مما يساعد على بناء جسر التواصل بين الشرق والغرب. ويستلهم المعرض عنوانه "QVOD VIDES, TOTVM" (كل ماتراه) من كتابات الفيلسوف والشاعر الروماني الرواقي "سينيكا الأصغر" (4 ق.م - 64 م). وسيتم خلاله كشف النقاب عن مجموعة جديدة بالكامل من الأعمال الفنية، التي ثير الاهتمام وتحفز الفكر، وسيتضمن 26 معروضا تشمل عملين فنيين حركيين وفيلما مصورا تم إعداده بتكليف خاص تحت عنوان "ACQVA IN OBSVCRITATE". رئيس "بي إم جي" لخدمة المجتمع باسل الغلاييني، قال ل"الوطن": "إن فكرة مبادرة "دبلوماسية الفن" تنبع من حرصنا على تسليط الضوء أوجه التشابه بين الثقافات المختلفة من خلال الفن. كما نسعى إلى تشجيع التبادل الثقافي بين الفنانين السعوديين والعالميين من خلال تحديد القواسم المشتركة التي تجمع بين الثقافات". ويرى القنصل الإيطالي في جدة سيمون بتروني، أنه بات من المهم جدا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، أن نقوم بتسليط الضوء على أوجه التشابه بين حضاراتنا المختلفة، لنتمكن من دحض القوالب النمطية التي لا تسهم سوى في إدامة التمييز والتحيز ضد بعضنا البعض. ويضيف: "يمكن أن تلعب الفنون المعاصرة دورا مهما جدا في مساعدتنا على تحقيق هذه المساعي. ولهذا السبب، نرحب أشد ترحيب بالمبادرات الهادفة مثل مبادرة "دبلوماسية الفن".