في الوقت الذي أوشكت فيه هيئة التحقيق والادعاء العام على الانتهاء من إجراءات التحقيق في قضية الطفل "راكان" المعنف من قبل والديه، وبدأت في إعداد لوائح الاتهام لإحالتها إلى المحكمة العامة قريبا، أودعته إدارة الحماية التابعة للشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة نهاية الأسبوع الماضي دار الحضانة التابعة لها، بعد تعافيه من الحروق والجروح التي لحقت به بعد تعذيبه من قبل والده. وأوضح مدير إدارة الحماية الاجتماعية في جدة صالح سرحان ل"الوطن" أن الطفل فضل العيش في دار الحضانة والانخراط مع أقرانه من النزلاء إلى حين الانتهاء من قضية تعنيفه، والتي ستنظر أمام المحكمة العامة بجدة، لافتا إلى أنه خرج من مستشفى الملك فهد العام بجدة بعد خضوعه لجلسات العلاج النفسي والجسدي، وشفائه من الحروق التي عمت جسده نتيجة التعذيب الذي تعرض له على يد والده وسكبه للماء المغلي عليه. وأكد أن إدارة المستشفى والشؤون الاجتماعية وفرتا له الرعاية اللازمة وكل ما احتاجه، مضيفا أنه ما زال هناك 6 عمليات جراحية سيخضع لها لاستكمال علاجه وسيتم تحديد موعدها من قبل فريق الأطباء المعالج للحالة. وأكد أن الطفل لن يسلم إلى والديه قبل انتهاء الجهات الأمنية والمختصة من التحقيق مع الأب لمعرفة ملابسات تعذيبه لابنه الذي يخضع حاليا لدورات تدريبية دراسية لتأهليه للدراسة، كاشفا أن راكان لا يحمل هوية سعودية ولم يسجل في سجل المواليد ولم يحصل على فرصة للتعليم ودخول المدارس كأقرانه ومن هم في سنه. ومن جانبه، قال راكان متعب ل"الوطن" لا أريد العودة لمنزل والدي فهو الذي عذبني ومنعني من العيش في سلام وكان يضربني ويسكب الماء المغلي من غلاية الشاي على رأسي ووجهي وظهري، وكان يمنعني من تناول الغذاء والخروج من البيت. وقال قررت العيش مع من يرعوني وأرفض العودة لبيت والدي الذي كان يحبسني في دورة المياه للنوم. وأوضحت مصادر مطلعة ل"الوطن" أن دائرة النفس بهيئة التحقيق والادعاء العام أوشكت على إنهاء تحقيقاتها مع المتهمين في قضية التعنيف، وبدأت إعداد لوائح الاتهام، بواقع لائحة منفصلة لكل متهم، وأنها ستحيل القضية إلى المحكمة العامة بجدة في غضون أيام. وتعود تفاصيل تحويل حالة الطفل المعنف والتي تابعتها "الوطن" إلى بلاغ تلقته دار الحماية الاجتماعية بجدة من جد راكان ويدعى عبدالله مبارك تبين منه أن حفيده البالغ من العمر تسعة أعوام يتعرض لتعذيب بشع من والديه، وتفاعلت إدارة الحماية مع البلاغ بتبليغ شرطة جدة والتي اتخذت إجراءاتها الفورية بإحضار الأب والأم بالقوة الجبرية وتحويل الطفل إلى دار الحماية ومنها إلى مستشفى الملك فهد العام بجدة.