برأت الشؤون الصحية في جازان أمس نفسها من وجود خطأ طبي في وفاة الفتاة حنان الدوشي (21 عاما) التي وافتها المنية في مستشفى الملك فهد المركزي الجمعة الماضي، بسبب "جرثومة بالدم" حسب شهادة وفاتها التي حصلت عليها "الوطن". وقالت صحة جازان في بيان - حصلت "الوطن" على نسخة منه- إنها قامت بجميع الإجراءات اللازمة حسب الأعراف الطبية المتبعة والسليمة في حالة حنان، مفيدة أن الفتاة توفيت نتيجة إصابتها بالأنيميا المنجلية. وأضافت الشؤون الصحية في بيانها أن الطاقم الطبي لم يصدر منه أي تقصير، ولم يرتكب أخطاء طبية، حسبما يشاع، تسببت في الوفاة. وذكرت "أن الفريق الطبي المشرف على علاج الفتاة أفاد بأنها مصابة بمرض الأنيميا المنجلية، التي من مضاعفاتها متلازمة الصدر الحادة، حيث يسبب ذلك نقص الأوكسجين بالجسم، وفشلا في الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى ضعف المناعة، وعدم فعالية الطحال، التي تجعل المريض أكثر عرضة للالتهابات الحادة في الجهاز التنفسي والبولي، وفي حالة عدم قدرة الجهاز المناعي على احتواء أي التهاب أو عدوى بالجسم فإن هذه العدوى التي لا تستجيب لأفضل أنواع المضادات الحيوية تنتقل من الجهاز المصاب (الجهاز التنفسي مثلا) إلى بقية أعضاء الجسم عن طريق دم المريض "تسمم الدم" وقد يسبب ذلك ضعفا وفشلا في بقية أعضاء الجسم ومن ثم الوفاة". وأضافت الشؤون الصحية أن الفتاة قدمت لها العلاجات اللازمة، وحسب الأعراف الطبية المتبعة في مثل هذه الحالات. قصة الوفاة وعلى الرغم من أن الشؤون الصحية في جازان لم تشر في بيانها إلى أن الفتاة حنان خضعت لنقل دم إلى جسدها، إلا أن أسرتها لها رأي آخر، حيث أكد شقيقها إدريس ل"الوطن": أن حنان كانت تعاني من آلام في مفاصلها وفي أسفل البطن ونقلت مباشرة إلى مستشفى الملك فهد بجازان وهي تصرخ من شدة الألم وهي تعاني من مرض الأنيميا المنجلية وفحصها الأطباء ومن ثم أجريت لها أشعة دون صبغة لها لأن الصبغة تؤثر عليها حسب رأي الطبيب المشرف على حالتها. وقال: أفادوني أنها ربما تعاني من حصى في إحدى كليتيها، لكنهم عدلوا عن هذا التشخيص ومن ثم أجروا لها تحليلا للدم وقرروا أنها بحاجة إلى نقل دم وبسرعة. وأضاف "تم تنويمها في قسم الباطنية ومن ثم نقل إليها الدم فتحسنت حالتها بعد نقل الكيس الأول، إلا أن حالتها انتكست بعد ذلك عندما نقل إليها كيس الدم الثاني حيث بدأت حرارتها في الارتفاع وبلغت 40 درجة". وأكد شقيق الفتاة أن وضعها ازداد سوءا بعد ذلك ورغم محاولات الأطباء تدارك الوضع وإنقاذ شقيقته إلا أن الأوكسجين بدأ ينقص منها ونقلت إلى العناية المركزة الساعة الواحدة من فجر الجمعة. وأضاف "بدأت فصول المعاناة بعد أن تم تخدير شقيقتي وخضعت للتنفس الصناعي ومن ثم انتفخ جسمها، وأجروا لها عملية في حلقها لأن حالتها تدهورت وحقنوها بخمسة مضادات للفيروس الذي نقلوه إليها ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل حتى وافتها المنية في ذلك اليوم". وأكدت عائلة الفتاة على لسان شقيقها أنهم سيقاضون المستشفى بتهمة التسبب في وفاة ابنتهم وأيضا للتأكد من أن الدم الذي نقل إليها لم يكن ملوثا. الرأي الطبي إلى ذلك، ذكر استشاري متخصص في أمراض الدم، رفض ذكر اسمه، أن مريض الأنيميا المنجلية تكون مقاومته ضعيفة للأمراض بشكل عام ومن الممكن إصابته بأي فيروس أو بكتيريا لا تؤثر في الشخص العادي وهذه العدوى تنتقل بسهولة إلى الدم لتكون ما يسمى "جرثومة بالدم" وهي في الغالب تكون بكتيريا، وعندما يمر الدم بأعضاء الجسم من الممكن أن تنتقل تلك الجرثومة إلى المخ أو الكبد أو الكلى أو الجهاز التنفسي وتسبب مشاكل قد تؤدي إلى وفاة المريض وليس شرطا أن يكون هناك نقل لدم ملوث حتى يصاب مريض الأنيميا المنجلية بأي جرثومة في دمه.