عبر عبدالله بن علي أبو عندوس البشري، والد شهيد الواجب الجندي أول "عبدالعزيز"، عن فخره واعتزازه باستشهاد ابنه في ساحة الشرف أول من أمس، أثناء قيام إحدى الطائرات التابعة للقيادة العامة لطيران الأمن بأداء مهامها، وتعرضه لحادث سقوط من الطائرة، نقل على إثره إلى أحد المستشفيات القريبة إلا أن الأجل وافاه. وقال أبو عندوس في حديثه إلى "الوطن" من مقر العزاء بمسقط رأس الفقيد في قرية "العسران" بمحافظة سراة عبيدة: أنا لا أتلقى العزاء في ابني، بل أتلقى التهاني، لأنه مات شهيدا بحول الله، مقدماً روحه فداءً للوطن الغالي. وأضاف: ابني الشهيد بحول الله مات في سبيل الوطن طاعة لربه ورسوله وأولياء الأمر من القيادة الرشيدة، ومستعد لتقديم باقي إخوانه للدفاع عن الوطن الغالي. وأشار إلى أن آخر مكالمة تلقاها من ابنه الشهيد كانت قبل وفاته بأقل من 24 ساعة، سأله فيها عن حاله وحال والدته وأشقائه وشقيقاته، وطلب منه الاهتمام بصحته، وكانت آخر جملة قالها "أسأل الله أن يجمعني بكم في جنات النعيم"، وانتهى الاتصال. وثمن أبو عندوس اتصالي أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر ونائبه الأمير تركي بن عبدالله أول من أمس، معزيين في الفقيد، وأن ذلك رفع من معنوياته، سائلاً المولى الكريم سبحانه الرحمة والمغفرة للفقيد. والشهيد إن شاء الله "عبد العزيز" يبلغ من العمر 25 عاما، وتوفي وهو "أعزب" وترتيبه السادس بين إخوانه وأخواته. ويروي صديق الفقيد الزميل المذيع في القناة الاقتصادية السعودية وإذاعة القرآن الكريم عبد الرحمن البشري أنه فُجع وهو في الاستديو بإذاعة القرآن، أثناء نشرة ظهيرة السبت بالخبر، الذي نزل كالصاعقة عليه، فقرأ الخبر عدة مرات قبل الظهور على الأثير، مُحاولاً اكتشاف أي خطأ في الاسم، لكنه أيقن أخيراً أن الحبيب "عزوز" كما يحب أن يناديه الشباب وأبناء الجماعة قد رحل. وعبر شقيق الفقيد "علي" عن بالغ حزنه لفقد شقيقه، قائلا إنها إرادة الله، فله ما أخذ، وله ما أعطى ولكل أجل كتاب، وأن شقيقه "عبد العزيز" عليه قرضان أحدهما لبنك، والآخر لشركة سيارات، وأن الأسرة غير قادرة على سدادهما. وفي المقابل، أكد شيخ شمل قبائل بني بشر، الشيخ سعيد بن ثقفان، أن الفقيد من خيرة أبناء القبيلة، وكان يتصف بالأخلاق العالية والبر بوالديه وأسرته، وهم أسرة كبيرة تستحق الدعم والمساعدة.