ستكون بطولة كأس ولي العهد الأخيرة للهلال البوابة الأولى لإطفاء الحمم البركانية داخل النادي الذي توج ببطولته الكروية ال54. وكانت تلك الحمم قد اشتعلت فوضعت إدارة النادي تحت وطأة النقد الإعلامي والجماهيري الذي أذكته على الأخص جملة التعاقدات التدريبية والقرارات الإدارية التي صاحبتها بإقالة المدرب السابق، الفرنسي أنطوان كومبواريه، وما أعقبها من إسناد المهمة للكرواتي داليتش زلاتكو الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بقيادة الفريق لإحراز كأس ولي العهد بعد أيام قليلة فقط من توليه المهمة، كرسالة تأكيدية على ندرة حضور مدرب كروي دون أن يكون له إسهام في تحقيق لقب مع الهلال. ونجح زلاتكو في أن يحقق لقبه الأول مع الهلال، وهو اللقب ال24 للمدربين الأوروبيين الذين يقتربون بشكل حثيث من من معادلة المدرسة اللاتينية ذات ال25 لقباً، وإن كان الأوروبيون على مقربة من تحقيق هذا التعادل من خلال منافسات دوري رابطة زين للمحترفين. ولعب زلاتكو دوراً كبيراً في تحقيق لقب كأس ولي العهد للمرة ال12 في تاريخ النادي، والسادسة على التوالي، بعد أن أعاد الثقة للاعبين وعلى رأسهم الدولي محمد الشلهوب الذي كان نجم النهائي بلا منازع. ويحسب لزلاتكو الذي بات الرقم الأول في بلاده لشهر فبراير، ورفع بورصة المدربين الكروات بعد هذا الإنجاز أنه ضخ الحماس في فريقه، وجدد عطاء اللاعبين في وسط الميدان باعتماده على العناصر الشابة، وجرأته في التخلي عن عنصرين أجنبيين أمام النصر بوضع المهاجم الكوري بيو يونج سو والكولومبي جوستافو بوليفار على مقاعد البدلاء كتأكيد جديد على وضع الثقة في أبناء النادي وتحمله مسؤولية (مغامرته) في يوم تاريخي ومفصلي للهلال. وسيكون اللقب الجديد دافعاً كبيراً للهلال لأن يفتتح مشواره أمام العين الإماراتي الأربعاء المقبل في التصفيات الآسيوية لدوري الأبطال الآسيوي بمعنويات مرتفعة، شريطة أن يكون للأجهزة الإدارية والفنية اليد الطولي في التعامل مع المواقف التي تلي الانتصارات التي (عادة) ما تصيب الفرق بهبوط المستوى الفني، إذ إن المنجزات تكون في الغالب سلاحاً ذا حدين، وهذا سيرتبط بضرورة وجود عناصر خبيرة تعرف كيف تتعامل مثل هذه المواقف الكروية، وإن كان الهلال لا يفتقد وجود مثل هذه العناصر خصوصاً أنه اعتاد على البطولات.