تحوّلت العديد من الشوارع والساحات في حي "ظهرة لبن" غرب الرياض، إلى مستنقعات لمياه الصرف الصحي التي نغّصت على السكان حياتهم، وهدّدت صحتهم، وأحرجتهم مع ضيوفهم، وتسببت في تصدّع أساسات المباني وانهيار طبقات الإسفلت وعرقلت أيضاً تقديم بعض الخدمات كالكهرباء والماء والهاتف. "الوطن" زارت الحي الذي شكا عدد من سكانه من محاصرة مياه الصرف لمنازلهم وتسببها في الكثير من المعاناة على مدار الساعة، فيما تجمّع العشرات من السكان في المواقع التي زارتها "الصحيفة" ومنهم مسنون مطالبين بنقل معاناتهم للجهات المسؤولة لانتشالهم من الوضع السيئ الذي يهدد صحتهم ويحول دون راحتهم في الحي الذي كانت تسمى بعض المواقع فيه حين تسويق وبيع أراضيه ب"المربع الذهبي"، إلا أنها تحولت حاليّاً إلى مربعات للمياه الآسنة والملوثة. وأشار المواطنون عبدالله العتيبي وسعد الأحمري وسعيد الغامدي إلى أن العديد من المواقع والمنازل الواقعة على شوارع "عسير واللؤلؤة وخليص ونجران والشفا" وغيرها تحوّلت إلى أنهار ومستنقعات لمياه الصرف الآسنة التي تنبعث منها الروائح الكريهة وأصبحت مرتعاً للبعوض والحشرات الضارة التي قد تنذر بكارثة صحيّة وبيئيّة للسكان في حال استمرارها. وأكدوا أنهم أحرجوا كثيرا مع ضيوفهم الذين تستقبلهم الروائح الكريهة والبعوض المزعج طوال الوقت حتى كرهوا السكن في الحي، مطالبين الجهات المسؤولة بسرعة الالتفات للحي وتقديم الخدمات اللازمة للسكان وفي مقدمتها شبكة الصرف، وبينوا أنهم تقدموا بالعديد من المطالبات لوزارة المياه بدفع الضرر عنهم وفي كل مرة يتلقون الوعود التي لم تنفّذ على أرض الواقع، وأن آخر معاملة تقدموا بها برقم 2496/1/1434 ورقم قيد 101752 وتاريخ 11/3/1434، متمنين من وزارة المياة سرعة تحقيق مطالبهم. وقال المواطن سعيد فالح الأحمري إنه منذ أن بدأ اكتظاظ الحي بالسكان برزت معاناتهم مع مياه الصرف الصحي لعدم وجود شبكة صرف في الحي لتتحول حياتهم إلى منغصات يوميّة من المياه الآسنة التي تتجمّع في المواقع المنخفضة؛ حتى أنه لم يستطع إكمال بناء عقاره؛ حيث تسربت المياه إلى القواعد والأساسات ورفض العمالة إكمال عملهم وطلبوا مبالغ إضافية للتعامل مع مياه الصرف التي داهمت عملهم. ولفت المستثمر أبو عبدالله إلى أن الحي مهدد بكارثة صحيّة لسكانه على غرار حمى الضنك التي ضربت جنوب المملكة في السنوات الماضية بسبب تحول الكثير من شوارعه وممراته وساحاته إلى مستنقعات الصرف، مشيرا إلى أنهم طالبوا بحلول جذريّة لمعاناتهم إلا أنهم لم يحصلوا إلا على حلول مؤقتة في بعض المواقع؛ حيث قامت البلدية بعد المطالبات المتكررة بردم بعض المستنقعات بالرمال والأتربة وما لبثت أن طفحت المياه فوق الرمال لتعود المشكلة من جديد كون هذا الحل غير مجد. وأشار إلى أن الحي بحاجة ماسة وعاجلة لتنفيذ شبكات الصرف في المواقع المتضررة وإلا سيتحول بأكمله إلى مستنقعات تنتشر بها نواقل الأمراض، مطالبا بدفع الضرر عن مساكنهم وأسرهم وأطفالهم، فيما زاد المواطن سعيد الدعجاني هو الآخر بأن المياه المتسربة من الصرف تعدى ضررها الصحي والبيئي على السكان إلى أساسات المباني وعلى تقديم الخدمات كالكهرباء التي تضررت توصيلاتها كثيرا من التسربات، وقد تتسبب في كوارث مميتة للسكان، كما تحد دون تقديم الخدمات المطلوبة كشبكة المياه المحلاة والخطوط الهاتفية، إضافة لتسببها في هبوط طبقات المنازل والأسفلت حتى إن هناك العديد من المشاريع التي تعثرت في الحي نتيجة لهذه التسربات.