ينتظر أهالي محافظة المجاردة تدخل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز بالتحقيق وحسم الخلاف القائم بين إدارتي البلدية والزراعة بشأن اقتطاع جزء من متنزه التعاون الواقع بمدخل المحافظة الغربي لإنشاء مبنى جديد للبلدية, في الوقت الذي اتهم عضو المجلس المحلي بمحافظة المجاردة عامر علي البارقي بلدية المحافظة بالاعتداء على المتنزه الذي تم افتتاحه في العام 1428, وتبلغ مساحته 119 ألف متر مربع ويتبع لفرع وزارة الزراعة في المحافظة. وبين البارقي في تصريح ل"الوطن" أمس أن بلدية المحافظة قامت بجرف واقتطاع المساحات الخضراء نهاية الأسبوع المنصرم بغرض تهيئة موقع لإنشاء مبنى للبلدية على الرغم من ملكية المتنزه التي تعود لفرع وزارة الزراعة. واعتبر البارقي قيام البلدية بإنشاء مبنى داخل المتنزه هدرا للمال العام, خاصة أن مبنى البلدية بالمحافظة حديث الإنشاء وتتوافر به جميع الخدمات, مؤكدا أن استمرار البلدية في قرارها يعد تخبطا, خاصة أن المتنزه يعد المتنفس الوحيد لأهالي المحافظة والمراكز التابعة لها. من جهته أوضح مدير فرع الزراعة بمحافظة المجاردة محمد عبدالله الغاوي أن إدارته تستند في معارضتها على استغلال المتنزه لإقامة مبنى للبلدية على تعميم أمير منطقة عسير "سابقا" رقم 4785 في 13/ 10/ 1427, الذي أوصى بعد اجتماعه بالمحافظين بتخصيص موقع في كل محافظة يتم تشجيره وإيصال المياه والإنارة وعمل مظلات وذلك كمتنزه لسكان المحافظة ذاتها على أن تتضافر الجهود في تنفيذه بين المحافظة والبلدية والزراعة. وقال الغاوي إن محافظ ورئيس بلدية المجاردة السابقين اختاروا الموقع المسمى "غابة الخل" الواقع في مدخل المحافظة الغربي ليكون مقراًً للمتنزه, واكبته مباركة مدير عام الزراعة بعسير مبارك المطلقة, الذي أبدى موافقته على تخصيص الموقع كمتنزه عام على أن تكون جهة الاختصاص وزارة الزراعة, وجرى بذلك إعداد محضر بتاريخ 22/ 10/ 1427. ولفت الغاوي إلى أن إدارته قامت بتشجير المتنزه بالنخيل والبزرومي والمسطحات الخضراء والمحافظة على ما بها من أشجار السدر, إلى جانب التنسيق مع البلدية لسفلتة الطرقات وعمل مظلات وإنارة كامل مساحة الموقع التي تقدر ب 119 ألف متر مربع وتم افتتاح المتنزه في عام 1428. وكشف الغاوي أنه تمت مخاطبة رئيس بلدية المجاردة الحالي حمد بن هادي آل درهم بأن ما يقوم به من إنشاء مبنى للبلدية على أرض المتنزه يعد مخالفاً للأنظمة, إلا أن البلدية تجاهلت الخطاب وقامت بإزالة أشجار ومسطحات خضراء ومظلات وأعمدة إنارة لجزء من الحديقة, في الوقت الذي جرى إبلاغ محافظ المجاردة مغدي الوادعي ومدير عام الزراعة بمنطقة عسير مبارك المطلقة للتدخل وإيقاف العمل بالمتنزه ليبقى متنفسا لأهالي وزوار المحافظة. إلى ذلك أوضح مصدر في بلدية المجاردة أن إدراته اقطتعت جزءا من المتنزه لإنشاء مبنى لها, فيما لم تتم إزالة الأشجار والمسطحات الخضراء والجلسات العائلية وممرات المشاة كما تدعي إدارة الزراعة, مضيفا أن بلدية المحافظة هي الجهة الوحيدة والمشرفة على المتنزه وقامت بتشجيره وسفلتته وإنارته وعمل جلسات عائلية وممرات مشاة للنساء والرجال كما طورت المتنزه وعملت على إنشاء بعض المجسمات والأشكال الجمالية وتهيئة مواقف لمرتاديه، إضافة إلى إنشاء مشاتل زراعية في المتنزه ليخدم المحافظة والحديقة، مشيراً إلى أن البلدية لم تستقطع الموقع ارتجاليا بقدر ما تم التنسيق بشأنه مع عدد من الجهات, وأن أمورا شخصية بالدرجة الأولى أدت لتزايد تصعيد وتيرة الخلاف بين الطرفين.