فيما يشهد فرع جامعة طيبة بالعلا اليوم انطلاق فعاليات "المؤتمر الأول للآثار والسياحة في العلا: تحديات وتطلعات"، الذي تنظمه جامعة طيبة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالعلا ويناقش خلاله علماء ومتخصصون من "16" دولة من مختلف قارات العالم موضوعات مهمة في الآثار والسياحة. تسعى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" بوسائلها المحدودة لحماية المواقع الثقافية أثناء النزاعات المسلحة في مالي وسورية اليوم وفي ليبيا والعراق بالأمس، المهددة ليس بالدمار فحسب بل بعمليات النهب وتهريب القطع الأثرية. فمن الناحية المبدئية يلزم المتناحرون الموقعون على اتفاقية لاهاي 1954 الخاصة بحماية المواقع الثقافية في حال أي نزاع مسلح، "ببذل كل ما بوسعهم لصون هذا الإرث من ويلات الحرب". "لكن كيف يمكن حماية الإرث في سورية؟" على ما تساءلت المديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا، مستطردة: "إنه ليس أمرا ممكنا لأننا لا نملك القوة العسكرية". إلا أن الوكالة الأممية ليست عاجزة تماما. ففيما يتعلق بمالي قالت بوكوفا بارتياح "أخطرنا مجلس الأمن الدولي الذي أدخل حماية الإرث في القرارات التي تبناها". وللمرة الأولى وصفت المحكمة الجنائية الدولية ب"جريمة حرب" تدمير أضرحة في تمبكتو وقد تفتح تحقيقا لمعرفة المنفذين. واستباقا لتدخل دولي في مالي طبعت اليونيسكو منذ الخريف 10 آلاف "بطاقة تعريف للإرث" وأحصت مع الصور الممتلكات الثقافية في شمال مالي، ووزعت بطاقات التعريف هذه على الجيش الفرنسي وهي سابقة من نوعها. موقع مدائن صالح، أول موقع سعودي يسجل في قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، ستكون مواقعه الأثرية والتاريخية الأخرى في العلا، محط زيارات المشاركين في المؤتمر. ويشهد المؤتمر طرح 40 ورقة عمل عبر ثماني جلسات يقدمها باحثون ومتخصصون في مجال الآثار من المملكة، وألمانيا، ومصر، والمغرب، وفرنسا، وتونس، وإيطاليا، والهند، والأردن، وتركيا، وماليزيا، وباكستان، واليونان، ونيجيريا، واليمن وبلجيكا ويناقش المؤتمر عددا من الموضوعات المهمة في الآثار والسياحة، من خلال أربعة محاور.