أكدت مصادر مطلعة ل"الوطن"، أن هناك تحركا في الأوساط الرسمية اليمنية، لطرد السفير الإيراني بصنعاء محمود حسن زادة، في إطار تفاعل قضية تهريب الأسلحة الإيرانية لليمن، ودعم طهران لبعض جماعات مسلحة، أبرزها جماعة الحوثي بصعدة، وتيار في الحراك الجنوبي، فيما تزايدت المطالب بضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران. وذكرت مصادر يمنية، أن وزارة الخارجية بصدد اتخاذ إجراءات لتصعيد الأزمة مع إيران بعد أن رفضت طهران التعاطي مع المخاوف اليمنية من استمرار دعمها للجماعات المسلحة والشخصيات السياسية والإعلامية، للتأثير على الوضع القائم في البلاد، ومخاطر نشوب حرب أهلية بعد أن أثبتت التحقيقات استمرار تدفق السلاح الإيراني بشكل مخيف خلال الأشهر القليلة الماضية. وتزامنت هذه التحركات مع شن الإعلام الرسمي اليمني هجوما هو الأعنف والأول من نوعه على إيران، إذ نشرت صحيفتا "الثورة" و"الجمهورية"، مقالين وصفا فيهما إيران ب"النظام الوقح"، وطالبا بطرد السفير الإيراني بصنعاء. وحذرت "الثورة" النظام الإيراني "من مغبة استمراء التدخل في الشأن اليمني، مشيرة إلى أن تكرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لليمن، تجلى بإرسال شحنات الأسلحة وتمويل بعض الأطراف السياسية، إضافة إلى سعيها في إشعال فتيل النزاعات المذهبية والشطرية". ولأول مرة يصف الإعلام الرسمي النظام الإيراني ب"النظام الصفوي والوقح"، إذ أكدت صحيفة "الجمهورية" أن هذا النظام "دأب منذ مدة على تكذيب كل الدلائل التي تؤكد تدخُّل إيران السافر والوقح في الشأن اليمني، من خلال دعمها المادي والمعنوي لعملائها من المرتزقة والخونة والقتلة والمخرّبين، الذين يقتاتون على امتصاص الدم اليمني، واستمرار بيع ضمائرهم للآيات الشيطانية القادمة من "قم". وأضافت الصحيفة "بات الأمر مؤكدا أن السفينة التي تم ضبطها مؤخرا، وهي محملة بالأسلحة الإيرانية المختلفة، أن نظام الملالي في طهران يدعم المشاريع التخريبية باليمن عبر عملائه المأجورين عُبّاد الدولار، فضلا عن سعي إيران لشق وحدة الصف اليمني من خلال دعم العناصر الانفصالية التي تتوهم أنها قادرة على إعادة عجلة التاريخ إلى ما قبل 22 مايو 1990". وأشارت إلى أن "شحنات الأسلحة الإيرانية المضبوطة، أثبتت أن إيران دولة تصدر الإرهاب، وتدعم التخريب ليس في اليمن وحسب بل في كل المنطقة".