أثار مصطلح "البداوة" الذي استخدمه استشاري الطب النفسي في كلية الطب بجامعة الملك سعود الدكتور طارق الحبيب في محاضرته مساء أول من أمس بمهرجان صيف أرامكو في الرياض بعنوان "مواجهة ضغوط العمل" استياء عدد من الحضور بعد أن قال الحبيب "إن زمن البداوة انتهى". وبيّن الحبيب في تصريح ل"الوطن" أمس، أنه قصد من خلال تطرقه إلى "البداوة" معناها اللغوي من خلال "عدم الوعي والإدراك" وليس المعنى الاجتماعي المتمثل في أصحاب "البادية". وتابع "أنا قبيلي وزوجتي قبيلية، ولم أتطاول على القبائل لأن خوضي في هذا الغمار كأنني أتطاول على نفسي وزوجتي، فأنا أرجع إلى قبيلة قحطان وزوجتي تنتمي لقبيلة عتيبة، فأصل البداوة تمشي في عروقي، فأنا لما تطرقت للبداوة في المحاضرة قصدت معناها اللغوي أي عدم الوعي والإدراك، والتخلف في التفكير، وليس البداوة بالمعنى الاجتماعي الدارج والمتمثل في أصحاب البادية". وأكد الحبيب أن تربيته ترجع لأناس لا يزالون يسكنون البادية للوقت الحاضر، وأنه يزورهم بين الحين والآخر قائلاً "أنا نشأت في منطقة قريبة من البادية وتقع في منطقة القصيم، وأكثر من تعلمت على يديه هو الدكتور عبدالرحمن المنير العتيبي وهو من سكان البادية، وكنت أتعلم منه علم العروض في الشعر خلال جلسات في المسجد في شهر رمضان". وأبان الحبيب أن الحاضرين لمحاضرته لم يخرجوا منها كما ذكرت بعض المواقع الإخبارية الإلكترونية قائلاً "لم يعترض على حديثي إلا شخص واحد لاحقني بعد المحاضرة، وقال لي: كيف تسب "البداوة"؟. فقلت له: أنا بدوي الأصل، وقصدي خلال المحاضرة البداوة اللغوية المتمثلة في التخلف في التفكير وعدم الوعي والإدراك، وليس مقصدي أصحاب البادية ذاتهم. وأضاف أن هذا الشخص قام بتأجيج الأمر، وطرحه في إحدى الصحف الإلكترونية. وبيّن الحبيب أنه شرح للشخص بقوله "أنا لا أقصد أنهم قرويون ومتحفظون بالبادية مقارنة بسكان المدن، وإنما قصدت المتحفظين فكرياً"، موضحاً أن بعض المعترضين توقفوا عند بعض الكلمات بالمعنى الذي يظنونه، وأنه لو كان يقصد أصحاب البادية ذاتهم لما طرح ذلك في المحاضرة لأن نصف الشعب السعودي أولاد قبائل". وأكد الحبيب أن الاختلاف يجب أن يكون على الأفكار الإبداعية والغيرة على الوطن، وليس محاولة الاختلاف على مفردات لغوية. ووصف الأخيرة بأنها تسمى ب"البداوة الفكرية".