اتضح لي جليا خلال تنقلي بين القطاعين الخاص والحكومي أن هناك سباقا أشبه ما يكون بسباق الانتخابات الرئاسية في الدول المجاورة ولكن الفرق هنا أن السباق ليس للرئاسة بل للإدارة. فالكل يمسي ليلا ويحلم أن يكون مديرا في الصباح، قد يكون حلمه ليحظى بموقف خاص لسيارته أو حبا " للتَمَديُر" و لم يع جيدا أن شهادته لا ترقى به أن يدير عقولا سبقته في التحصيل العلمي. من هنا تبدأ الإدارات بالتخلف عن مواكبة نظيراتها المتقدمة وتبدأ في اتخاذ مبدأ التعجرف واتخاذ مبدأ لا أحد أكفأ من المدير منهاجا لها. جدير بنا وبمن هو في سباقِ الإدارةِ ذلك أن يدير الإرادة الداخلية بالتطوير والتحصيل العلمي ومواكبة التطور التقني الذي يرقى بنفسه أولاً وبمن سيدير مستقبلا إلى تحقيق النجاح في ظل توفر الإمكانيات بكافة أنواعها, والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة , فإدارة الإرادة ما هي إلا تحكم في السلوك الداخلي بناء على مخرجات العقل الواعي الذي يوجهنا للتصرف السليم. أما من يريدون الإدارة فإن العقل اللاواعي وهو المتحكم في تصرفاتهم وبناء على ذلك ينتج اتخاذ القرار الغير مناسب وذلك وارد كونه لا يوجد لدية الكم الكافي من المخزون المعلوماتي والخبرة العملية الإدارية المسؤولة عن توجيه قراراته لدائرة النجاح, ويغلب على هؤلاء الإصرار على الخطأ الأمر الذي يجعل النتائج مصيرها الفشل. وتعتبر الإدارة والإرادة من أهم العناصر لتحقيق التنمية بشكلها الصحيح وبها مجتمعة تنمو العقول, ويجب الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال لا أن يكون من يريد الإدارة لا يوجد لديه المقومات الأساسية للإرادة.