رحم الله من قال "من جمالك يا عسير صرت أنا عاشق أسير". ومَن لا يهواكِ يا عسيرُ وقد أصبحت في العين حلوة المنظر، وأصبح الفؤاد أسيرا في جمالك وعشقك. ومَن لا يهواكِ يا عسيرُ وقد زادكِ الله روعةً وبهاءً، وازددت جمالاً لناظريك وفتنةً لساكنيك. أرضٌ إذا طاوَلت هامَ جِبَالَها قالت تواضع أيها الإنسانُ وإذا دخلت غِياضَها وريَاضَها غنَّى الحَمَامُ وَصَفَّق الريحانُ. إنها عسير المنيعةُ بالجبال الشاهقة والتي تمتلك مساحات شاسعة من المدن والمحافظات، ورغم ذلك فقد فتنت الملايين بجمال طبيعتها الخلابة وهوائها العليل وجوها الرائع. قد حَبَاك الله ما قرت به أعين الخلق.. عندما تشكو تهامة وجهها ترتجي من طيب عطرك.. عسيرُ يا روضاً اكتسى بالخضرة والجمال وازداد بهاءً بالمطر والرذاذ، تُغنَّيك الحسان من البلابل الشادية، وترقص لجمالك طرباً تلك الورقات السارحة. عسيرُ تقف الأعين مبهورة في جمالك، وتتقطع الأفئدة حنيناً لملاقاتك، غدوتِ للزائرين مطلبا، وأصبحت للمصطافين مقصدا. عسيرُ قد طغى حُبكِ على الفؤاد، وتَلَهَّف شوقاً لذاك الجمال. يا ذكرى لن تنساها السنين، وعشقاً لن يمحوه الأنين. عجزت لمدحك الأقلام، وتعبت في وصفك الأشعار، واحتار في التعبير عنك أعظم الكتاب. فجبالك الغراءُ شاهقة لِتغازل النجم البعيد بنوره. لقد ضاع مني الكلام فلم يَعُد لي بحرفٍ يا عشيقة الفؤاد. عسيرُ يا دار الجودِ، ويا ساحة الشجعان، لله ما أروع بريقك في الأفق. عسيرُ زانت في العيون مناظرها، وهام الفؤاد بأطلالها، فأي عشقٍ أنت لمن أحبك، وطاف بأرجائك مُتلذذاً بما يُبهر الروح فيك. رفقاً بقلبي يا جنوب فإنني بشرٌ وهذا السحرُ يخلب عيني. عسيرُ مهما حاولَ الأعداء العبث بمفاتنك الساحرة وأرضك المنيعة إلا أنك ستبقين مُراً علقماً لهم طول السنين، فأنت طَعمُكِ عسيرٌ لمن يحاول أو يفكر بإخلال الأمنُ فيك أو زعزعته، ولا تزالين الداءَ المرير على من بغى ويحاول فيك المكر والخداع. عسيرُ سبحان خالِقَ أرضك ومبدع فيافيك، فقد وهبك الله ما تلذ به الأعين وتنشرح به الصدور. فليتَك عسير تتجددين بنضارتك وحلاوتك، وليتك عسيرُ يكون جمالك في ازدياد، وليتك عسيرُ تكونين من أفضل المدن وتتلبسين أجمل الحلل. عسيرُ التجديد فيك مطلبُنا، ودخولك في عالم المدن الأجمل حلمُنا، وبقاء أهلك على كرمهم وشجاعتهم وأخلاقهم شرفٌ لنا.. فزادك الباري من الجمال منتهاه، ومن الروعة والبهاء أقصاه، ومن التقدم والازدهار أعلاه.