يعتبر التغيير من الأشياء الصعبة؛ لكنه ليس مستحيلا. بداية التغيير يجب أن تعتمد على قاعدة ابدأ بنفسك أولا، كن مختلفا عن الآخرين، قلل من أخطائك حتى تستطيع أن تحقق ما تريد. ابدأ بالتغيير من الدائرة التي تستطيع أن تغير فيها مع المقربين، الأصدقاء ومن تستطيع التأثير فيهم واحرص أن تكون قدوة حسنة فكل شيء تنتقده في غيرك لا تفعله أنت، السلبيات التي لا تعجبك في غيرك تجنبها، إذا كان الآخر لا يتفاعل، لا يستشير، لا يحفز، لا يشارك، افعل العكس تماما مع محيطك، واجعل المكان الذي تعمل فيه مميزا لدرجة كبيرة، دائماً ما نسعى للأفضل من حيث السكن والوظيفة ووسيلة النقل، ودائماً نبحث عن الترقي والزيادة في كل شيء. ولكن كيف لنا تحقيق ذلك؟ أفكارك هي البذور التي تنمو منها حياتك.. تلك هي البداية، أفكارك هي الأساس الذي به يمكنك أن تغير حياتك سواء للأحسن أو للأسوأ، وللوصول للأحسن في أي شيء يجب أن تفكِر بما يسعدك ويسعد الناس معا، وهذا لن يحدث إلا باستخدام الذكاءات المتعددة ومنها الذكاء العاطفي. إن الإنسان ليس عقلًا مجردا ولا كائنا جامدا يخضع لقانون أو إدارة قاصرة، ولا جهازا حديديا يتحرك ويسير تحت قانون معلوم أو على خطٍّ مرسوم، إن الإنسان عقلٌ وقلب وإيمان وعاطفة وهيام وولع، وحب وحنان، وهذا سر عظمته وشرفه وكرامته، وسر قوته وعبقريته وإبداعِه وسرُّ تفانيه وتضحيته، وبذلك استطاع أن يتغلب على كل معضلة ومشكلة، وأن يصنع العجائب والخوارق. إذَن العاطفة هي الاستعداد النفسي الذي ينزع بصاحبه إلى الشعور بانفعالات معينة تجاه شخص أو شيءٍ أو فكرة. والذكاء العاطفي هو القدرات والمهارات في التعرف على مشاعرنا الذاتية ومشاعر الآخرين لنكون أكثر تحكما، وقدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه والآخرين، وهو الاستخدام الذكي للعواطف؛ فالشخص يستطيع أن يجعل عواطفه تعمل من أجله أو لصالحه باستخدامها في ترشيد سلوكِه وتفكيرِه بطرق ووسائل تزيد من فرصة نجاحِه في العمل والبيت وفي الحياة بصورة عامة، وعواطفُنا هذه تنبع أسسا تساعد على تطوير المهارات المعنية التي تشكِّل معًا ما يسمى بالذكاء العاطفي، فهو ينمو ويتطور بالتعلم والمِران على المهارات والقدرات التي يتشكَل منها. إن الذكاء العاطفي يجمع بين المنطق والعواطف في حل المشكلات، يساعد على زيادة المرونة والتأقلم مع المتغيرات، يتجاوب بلطف مع الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم. وهو التعرف على المشاعر وتوظيفها بطريقة إيجابية، لتضع يدك على مشاعرك وتضع لها عقلًا. الذكاء العاطفي مطلوب حتى تجيد التعامل مع الآخرين، تنسجم عواطفك ومبادئك وقيمك معًا فتشعر بالرضا، وحتى تتخذ قراراتك الحياتية بطريقة أفضل وتحظى بصحة جسدية ونفسية سليمة وتحفز نفسك لعمل ما تريد، وتكون أكثر فعاليةً من خلال فريق وتمتلك حياة زوجية أكثر سعادة وتكون مربيًا ناجحًا ومؤثرًا في أسرتك، وتحصل على معاملة أكثر احترامًا، وتكون أكثر إقناعًا وتأثيرًا في الآخرين، وفي النهاية تحقِّق السعادة لنفسك وتنجح وظيفيًّا. فالشخص الذي يتمتع بالذكاء العاطِفِي يغضبُ وينفعل مثلَه مثل غيرِه، ولكن كل انفعال يأخذ وقته، فهو على الرغم من كونه حساسًا جدًّا، إلا أن كل موقف لديه يأخذ وقته، فلديه القدرة على تحويل ذهنِه سريعًا للسعادة الإيجابية. إن الشخص الذي يسير في الشارع وحدثت له حادثة بسيارته مع غيره ولديه مهارة الذكاء العاطفي ستكون لديه القدرةُ على امتصاص غضب المشكلة بدلا من السبِّ واللعن والضرب حيث استخدم المكونات الثلاث للإنسان وهي: (العقل والمشاعر والمهارات) ووظفها جيدًا حتى حظِيَ بما يريد. وليكون شعارنا ابدأ من جديد.