على الرغم من الدراسة التي حذرت من مغبة تدهور الحالة البيئية جنوب العاصمة الرياض، نتيجة لمياه الصرف الصحي والصناعي، إلا أن متنزه سد وادي نمار "جنوبالرياض" جاء كإحدى المحاولات للسيطرة على هذا التقهقر البيئي. ويحتوي المتنزه الذي دشنه أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز في جمادى الأولى الماضي على بحيرة سد نمار التي يبلغ طولها كيلو مترين، ومساحتها 200 ألف متر مربع، ويصل عمقها إلى نحو 20 مترا، وتشكل أحد المناظر الطبيعية الخلابة في الموقع، فضلا عن دورها في تلطيف أجواء المتنزه، ومساهمتها في إنعاش الحياة الفطرية حوله. وتحيط بالبحيرة أرصفة على شكل كورنيش بطول كيلو مترين، وتتوزع في جنباتها دورات المياه والأكشاك، إضافة إلى مواقع للجلوس مطلة على البحيرة، ومداخل لتنقل المتنزهين بين أطراف البحيرة والكورنيش، فيما يتميز المتنزه بممرات ترابية للمشاة في الموقع بطول 892 مترا، تمر عبر التكوينات الصخرية، والمناطق المشجرة، وبالقرب من قناة المياه لممارسة رياضة المشي. ويقتصر الطريق المقام في الوادي، على الحركة المحلية التي تخدم قاطني الوادي والمتنزهين فيه، وقد جرى تصميمه بطريقة تقلل من تأثره من جراء الفيضانات والسيول، كما تحول حواف الطريق الصخرية دون دخول المركبات إلى بطن الوادي، ويمتد الطريق بطول ستة كيلو مترات، وتتوافر على جانبيه مواقف للسيارات تتسع ل800 سيارة، وجرى تزويده باللوحات الإرشادية، والعلامات المرورية، ومخففات السرعة. ويغطي مشروع التأهيل البيئي لوادي نمار في مرحلته الأولى مسار الوادي ابتداء من بحيرة سد نمار حتى التقائه بوادي حنيفة في حي عتيقة، واشتمل على تهذيب مجاري السيول، وإنشاء الطرق المحلية، وإنارتها، وتزويدها بالنظم الإرشادية، وتحسين حركة المرور لخدمة أصحاب المزارع والمتنزهين، وتنفيذ ممر للخدمات بجانب الطريق. كما تضمن المشروع، إعادة زراعة الموقع بالأشجار والنخيل والنباتات المحلية، وتنسيق الأرصفة والممرات، وإنشاء كورنيش مطل على بحيرة السد، إضافة إلى تزويد الموقع باحتياجاته من المرافق والخدمات. وخضع الوادي لعملية تأهيل واسعة في جانب إعادة الغطاء النباتي، واحتضن عبرها أكثر من 520 نخلة تم غرسها على امتداد رصيف المشاة، فيما غرست أكثر من 9500 شجيرة من مختلف الأصناف في بطن الوادي، فيما جرت عملية التشجير وفق الأسس العلمية التي تحقق الاستدامة في المشروع، وتراعي المتطلبات البيئية والمناخية للمنطقة، حيث جرى استخدام الأشجار المنتمية لبيئة الوادي الصحراوية، وزودت بنظام للري يستخدم في مواسم الجفاف، مكون من عدد من الآبار وخطوط للري بطول 1600 متر.