دشن رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمس مشروع التأهيل البيئي لواديي نمار ولبن، إضافة إلى افتتاح متنزه سد وادي نمار ومتنزه وادي لبن، واطلع على مخططات وتصاميم واديي وبير والمهدية، الذي جرت ترسية تنفيذ أعمال مشروع التأهيل البيئي لهما ضمن برنامج تأهيل الأودية الرافدة لوادي حنيفة. وقدم عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة المهندس إبراهيم السلطان شرحا للأمير سطام حول مشروع "التأهيل البيئي لوادي نمار"، وقال إن المشروع، يغطي في مرحلته الأولى مسار الوادي ابتداء من بحيرة سد نمار حتى التقائه بوادي حنيفة في حي عتيقة، واشتمل على تهذيب مجاري السيول، وإنشاء الطرق المحلية، وإنارتها، وتزويدها بالنظم الإرشادية، وتحسين حركة المرور لخدمة أصحاب المزارع والمتنزهين، وتنفيذ ممر للخدمات بجانب الطريق. كما تضمن المشروع، إعادة زراعة الموقع بالأشجار والنخيل والنباتات المحلية، وتنسيق الأرصفة والممرات، وإنشاء كورنيش مطل على بحيرة السد، إضافة إلى تزويد الموقع باحتياجاته من المرافق والخدمات. وأضاف السلطان أن المشروع اشتمل على تنفيذ ممرات ترابية للمشاة في الموقع بطول 892 مترا، تمر عبر التكوينات الصخرية، والمناطق المشجرة بالقرب من قناة المياه وتهيئته لممارسة رياضة المشي، فيما تم تجهيز الرصيف المحاذي للطريق كممر للخدمات، وعلى طول امتداد الطريق المحلي في الوادي وحول ممرات المشاة في المتنزه نصبت أعمدة الإنارة بعدد 245 عمودا في الساحات المفتوحة، وفي مواقع متفرقة في أرجاء الوادي. وأضاف السلطان أن وادي نمار خضع لعملية تأهيل واسعة في جانب إعادة الغطاء النباتي، احتضن عبرها الوادي أكثر من 520 نخلة تم غرسها على امتداد رصيف المشاة، فيما غرست أكثر من 9500 شجيرة من مختلف الأصناف في بطن الوادي، موضحا أن عملية التشجير جرت وفق الأسس العلمية التي تحقق الاستدامة في المشروع، وتراعي المتطلبات البيئية والمناخية للمنطقة، حيث جرى استخدام الأشجار المنتمية لبيئة الوادي الصحراوية، وزودت بنظام للري يستخدم في مواسم الجفاف، مكون من عدد من الآبار وخطوط للري بطول 1600 متر. وبين السلطان أن أحد أبرز عناصر المشروع يتمثل في بحيرة سد نمار، التي يبلغ طولها 2 كيلومتر، وتبلغ مساحتها 200 ألف متر مربع، ويصل عمقها إلى نحو 20 مترا، وتشكل أحد المناظر الطبيعية الخلابة في الموقع، فضلا عن دورها في تلطيف أجواء المتنزه، ومساهمتهما في إنعاش الحياة الفطرية حوله، كما جرى تجهيز الأرصفة المطلة على بحيرة المتنزه على شكل كورنيش بطول 2 كيلومتر، بحيث تتناثر فيها أشجار النخيل، وتتوزع في جنباتها دورات المياه والأكشاك، كما جهزت بمواقع للجلوس مطلة على البحيرة، ومداخل لتنقل المتنزهين بين أطراف البحيرة والكورنيش. وعن مشروع التأهيل البيئي لوادي لبن، قال السلطان إنه يغطي في مرحلته الأولى، المنطقة الممتدة من سد لبن حتى التقائه بوادي حنيفة، ويشتمل على تنظيف بطن الوادي وحوض السد من المخلفات، وتهذيب مجاري السيول، وإنشاء الطرق وإنارتها لتحسين حركة المرور التي ستقتصر على المتنزهين وأصحاب المزارع القائمة في الموقع، إضافة إلى تنفيذ ممر للخدمات، وأعمال التشجير والتنسيق، وإنشاء جلسات للتنزه. وبين السلطان أن مشروع وادي لبن تضمن إنشاء طريق محلي بطول 3800 متر، مزود بمواقف للسيارات تتسع لأكثر من 328 سيارة، جرى تصميمه بشكل يقيه من تأثير جريان الفيضانات والسيول، وتم تجهيزه بمتطلبات السلامة المرورية، واللوحات الإرشادية، وشيدت حوافه بالصخور لتحول دون دخول السيارات إلى بطن الوادي، فيما جرى إنارة الطريق ومحيطه ب126 وحدة إنارة، وتزويدها بالطاقة من محطة كهربائية في الموقع. مسار بطول 4300 متر للمشاة وبسطت ممرات المشاة في مشروع تأهيل وادي لبن، على شكل مسارات ترابية مدعمة بالأحجار بطول 4300 متر، تتخلل المناطق الأكثر جذبا للمتنزهين كالمواقع المشجرة وبالقرب من قناة المياه وحول التكوينات الصخرية، في الوقت الذي خصص فيه الرصيف المحاذي للطريق كممر للمشاة أيضا بمساحة تزيد عن 2800 متر مربع، فيما اشتمل المشروع على غرس 100 نخلة على طول رصيف المشاة، وتوزيع 1500 شجيرة من مختلف الأصناف في بطن الوادي، ضمن برنامج أوسع لإعادة الغطاء النباتي في الموقع بما يتناسب مع بيئته الطبيعية، كما جرى تجهيز 30 موقعا مطلا على حوض سد لبن بجلسات حجرية للمتنزهين. واطلع أمير الرياض أيضا على التصاميم المعدة لمشروع "التأهيل البيئي لبحيرات الحاير" التي تُعتبر المصب النهائي للمياه المصروفة إلى وادي حنيفة، بما يشمل تهيئتها للاستثمار والاستفادة منها كمنطقة مفتوحة ومتنزه لأهالي جنوبالمدينة، وهي بحيرات تقع ضمن محمية الحاير البالغة مساحتها حوالي 40 كيلو مترا مربعا. ويتضمن مشروع التأهيل، تهذيب مجاري السيول، وإعادة تنظيم البحيرات التي تبلغ مساحتها 750 ألف متر مربع، وإنشاء قنوات المياه دائمة الجريان، إضافة إلى المعالجة البيئية لكل من البحيرات وحوض سد الحاير. ويشتمل المشروع على إنشاء خمس جزر صناعية داخل البحيرات، وتشييد خمسة جسور فوق القنوات المائية، وإقامة برجين للمراقبة، وغرس 1600 شجرة في مختلف أرجاء الموقع، وإعادة تنسيق خطوط الخدمات والمرافق العامة، إضافة إلى تنفيذ طرق محلية بطول 14 كيلومترا، وطرق ترابية بطول 25 كيلومترا لخدمة المزارع المحيطة ومرتادي المنطقة، ومد ممرات ترابية للمشاة بطول 1.8 كيلومتر، ونشر 250 لوحة تعريفية وإرشادية في الموقع، فضلا عن تجهيز المنطقة ب162 جلسة للمتنزهين، وإنشاء سبع دورات للمياه، وصولا إلى تأهيل كامل المنطقة بما يتوافق مع المخطط الشامل لتطوير وادي حنيفة وخطة التأهيل البيئي لمنطقة البحيرات. وبين المهندس إبراهيم السلطان، أن رئيس الهيئة اطلع على المخططات والتصاميم المعدة لتطوير متنزه الأمير سطام بن عبدالعزيز بوادي لبن، الذي يقع أسفل الجسر المعلّق، على مساحة تبلغ 800 ألف متر مربع، وسيشتمل المشروع على مطل وساحات لملاعب الأطفال، وممرات للمشاة، ومسطحات مائية، وممرات جبلية، وجلسات للمتنزهين، كما سيضم ملاعب لكرة القدم، وأخرى لكرة الطائرة، ومرافق خدمية متكاملة، يتم تنفيذها وفق أحدث المعايير البيئية.