تحمل تونس عبء إنقاذ ماء وسمعة الوجه العربي في أمم أفريقيا ال29 الحالية المقامة في جنوب أفريقيا، بعد خروج الجزائر والمغرب قبل اكتمال مباريات الدور الأول، وذلك عندما تلتقي مع توجو اليوم في الجولة الثالثة الأخيرة في الدور الأول من منافسات المجموعة الرابعة. وتلعب الجزائر من جانبها مباراة تأدية واجب، مع ساحل العاج المرشح الأوفر حظا لنيل اللقب. وتتصدر ساحل العاج الترتيب برصيد 6 نقاط، مقابل 3 لكل من توجو وتونس، ولا شيء للجزائر، التي كانت أول المودعين، كما كانت ساحل العاج أول المتأهلين، فيما اختتم الطرف العربي الثالث منتخب المغرب مشاركته في البطولة بثلاثة تعادلات وثلاث نقاط في المجموعة الأولى ولحق بالجزائر. تونس × توجو بدأت تونس البطولة بفوز صعب على الجزائر في الوقت بدل الضائع بتسديدة لم تكن في الحسبان من النجم يوسف مساكني، ثم سقطت أمام ساحل العاج بثلاثية غير محسوبة أيضا قد يكون لها تأثيرها على نفسية اللاعبين، خلافا لما يؤكده المدرب سامي الطرابلسي الذي أكد أنه سيعمل على نسيان هذه النتيجة القاسية، والتركيز على اللقاء الحاسم مع توجو. واعتبر الطرابلسي أن منتخبه قدم في المباراة الثانية عرضا أقوى ومستوى أفضل مما كان عليه أمام الجزائر. وشجع فوز توجو على الجزائر 2/صفر، مدربها الفرنسي ديدييه سيكس، على رفع سقف التطلعات "الأهم من التأهل هو صدارة المجموعة؛ لأن الفرصة أصبحت متاحة"، وكأنه يعول على فوز الجزائر على ساحل العاج بفارق كبير من الأهداف، علما بأن الأخيرة ضمنت نظريا الصدارة. وقال سيكس، إنه سيجد الخطة التكتيكية الملائمة لتحقيق الفوز، ولن يعتمد الأسلوب الدفاعي لتحقيق النقطة التي تمنحه بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة بعد أن حجزت ساحل العاج الأولى. وأكد أنه لا يخشى أن يباغت يوسف مساكني المنتخب التوجولي كما فعل مع الجزائر، وقال: "إذا كان لديهم يوسف فنحن لدينا إيمانويل أديبايور"، مع أن العلاقة تبدو فاترة بينه وبين قائد المنتخب التوجولي ولا يوجد أي نوع من الكيمياء. وأضاف "في كل منتخب يوجد نجم أو أكثر، وأنا أعتقد أن مدرب تونس سيفكر مليا بالطريقة التي يعتقد بأنها ستوقف أديبايور"، معتبرا "أن المباراة صعبة، لكن جميع المباريات الآن صعبة أيضا والحالة النفسية لدى اللاعبين ممتازة". ساحل العاج × الجزائر لم يكن خروج منتخب الجزائر من الجولة الثانية متوقعا، كما لم يكن استمراره في البطولة متوقعا أيضا، ولم يستحق شباب المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش أن يهزموا في المباراتين؛ لأنهم كانوا الأفضل سيطرة وتحركا وتمركزا، لكنهم الأسوأ في إنهاء محاولاتهم الهجومية بالشكل الإيجابي. ووصف خليلودزيتش الخروج ب"العار الهائل لأني لم أواجه في حياتي منتخبا يسيطر في مباراتين ويمتلك زمام المبادرة ولم يسجل هدفا". وعلى الجانب الآخر، أكد مدرب ساحل العاج التونسي الأصل صبري لموشي، "أن منتخب ساحل العاج يسعى إلى إحراز اللقب، ويجب ألا يعتمد على نجم واحد؛ لأن على كل لاعب فيه أن يكون في خدمة المجموعة". وأعرب لموشي عن انزعاجه واستيائه الكبيرين من لاعبيه في المباراة الأولى ضد توجو (2/1) قبل أن يرتاح نفسيا بعد الفوز على تونس 3/صفر، ويحق له أن يطمح إلى أن يكون المدرب الذي يحمل الكأس الأولى لساحل العاج منذ 20 عاما والثانية في مشاركتها العشرين في النهائيات بوجود هذا الجيل الذهبي الذي شارف نجمه على الأفول.