دخل الجيش المصري على خط الأزمة الدائرة في البلاد، وقال وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي إن الصراع يدفع البلاد إلى حافة الانهيار، مشيراً إلى أن أحد الأسباب الرئيسة لانتشار قوات الجيش في مدن القناة التي هزتها أعمال عنف هو حماية قناة السويس. وقال في تصريحات إن "استمرار صراع مختلف القوى السياسية واختلافها حول إدارة شؤون البلاد قد يؤدي إلى انهيار الدولة". وأضاف التحديات والاشكاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجه مصر حالياً تمثِّل تهديداً حقيقياً لأمنها وتماسك الدولة، واستمرار هذا المشهد دون معالجة من كافة الأطراف يؤدى إلى عواقب وخيمة تؤثر على ثبات واستقرار الوطن". ومع أن هذه التصريحات لا تعني بالضرورة رغبة الجيش في الإمساك مجدداً بزمام السلطة، إلا أنها تبعث برسالة قوية مفادها أن أكبر مؤسسة في مصر تشعر بالقلق على مصير البلاد بعد 5 أيام من الاضطرابات في المدن الكبرى. وكان محتجون مناوئون للحكومة قد تحدوا الحظر الليلي في مدن القناة المفروض بعد الساعة التاسعة مساءً بالتوقيت المحلي وهاجموا مراكز للشرطة بعد أن أعلن الرئيس محمد مرسي حالة الطوارئ في محاولة لإنهاء موجة من الاضطراب خلفت 52 قتيلا على الأقل. وخرج ألوف المحتجين المناوئين للحكومة إلى الشوارع في الذكرى الثانية لأحد أكثر أيام الانتفاضة على مبارك دموية والذي عرف بجمعة الغضب. وتظاهر سكان مدن القناة الثلاث الكبرى بورسعيد والسويس والإسماعيلية خلال الليل. وفي القاهرة أضاءت النيران السماء الحالكة بعد أن استولى المحتجون على عربة مصفحة للشرطة وأحرقوها في ميدان التحرير. كما أظهرت لقطات بثتها فضائيات حرق مصفحة أخرى في مكان قريب. وتناثر الحطام في ميدان التحرير بعد أيام من الاشتباكات في المكان الذي شهد مهد الانتفاضة التي أطاحت بمبارك. كما رفضت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة دعوة الرئيس لاجتماع للحوار الوطني أول من أمس بينما قبلها وشارك فيها حلفاء مرسي والمتعاطفون معه. ووصفت الجبهة الحوار بأنه شكلي وغير جدي ووضعت شروطاً للمشاركة لم تستجب لها الرئاسة في السابق مثل تشكيل حكومة إنقاذ وطني. وكان أيمن نور هو الشخصية المعارضة الوحيدة التي حضرت الاجتماع وقال في ختامه إن المجتمعين اتفقوا على الاجتماع مرة أخرى خلال أسبوع. وأكد أن مرسي وعد بالنظر في التغييرات التي طلبتها المعارضة في الدستور، لكنه لم يبحث طلب المعارضة بتشكيل حكومة إنقاذ وطني. من جهة أخرى أصدر النائب العام طلعت عبد الله أمراً بضبط وإحضار عناصر مجموعة "بلاك بلوك" التي ظهرت في شوارع البلاد مؤخراً. وقال المتحدث باسم النيابة العامة حسن ياسين "التحقيقات كشفت أن هؤلاء يمثلون جماعة منظمة تمارس أعمالاً إرهابية، ويندرج تشكيلها وعناصرها ومن ينضم إليها من عناصر تحت طائلة العقاب، لأن ما ترتكبه من أعمال تخريب وإتلاف وترويع للآمنين واعتداء على الأشخاص والممتلكات يعد من الجرائم الماسة بأمن الدولة المعاقب عليها وفق نصوص قانون العقوبات." في سياقٍ منفصل شنَّ إسلاميون هجوماً عنيفاً على حزب العدالة والتنمية بسبب رعايته لحفل مهرجان الغردقة السياحي. واعتبر القيادي السلفي وعضو الجمعية التأسيسية للدستور محمد سعد الأزهري أن رعاية الحزب للحفل يعتبر سقطة للإخوان المسلمين. كما اتهم الناشط الإسلامي ومؤسس اتحاد شباب السلف أحمد يوسف الإخوان بمحاولة إثبات انفتاحهم على العلمانيين في مصر والغرب وأمريكا على حساب دينهم.