أكدت مديرة مؤسسة رعاية الفتيات بمكةالمكرمة حفصة شعيب، سعي المؤسسة إلى تفعيل مبدأ المشاركة الاجتماعية ما بين النزيلات والمجتمع وإعادة تأهيلهن وإشعارهن بالأمن المجتمعي من خلال مشاركتهن في المخيمات التسويقية. وقالت شعيب في حديث إلى "الوطن" وبالتزامن مع انطلاق خيمة الشرائع التسويقية بمكةالمكرمة: "نعمل على إتاحة الفرصة لهن لتسويق وبيع منتجاتهن وحفظ تلك العوائد المالية لهن في الأمانات إلى حين خروجهن، إذ إن لهن مساهمات تسويقية بمهرجان الجنادرية التراثي بالرياض، ومهرجان الحمضيات بالعلا"، مثمنة للجنة تراحم رعايتها وجهودها في دعم نزيلات المؤسسة والتسويق لمنتجاتهن. من جهته، أفاد رئيس اللجنة الوطنية لرعاية أسر السجناء والمفرج عنهم وأسرهم "تراحم" بمكةالمكرمة يحيى الكناني، أن المشاركات في المخيمات التسويقية أسهمت بشكل مباشر في رفع وعي المجتمع باحتواء المفرج عنهم ودعم أسرهم، الأمر الذي انعكس إيجابا على دعم وتوظيف المفرج عنهم وأبنائهم. وأردف الكناني، أن فكرة المشاركة في الخيام التسويقية انبثقت من المشروع الذي دشنه وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري ومدير عام السجون بالمملكة اللواء الدكتور على الحارثي بإصلاحية مكةالمكرمة"، الدمج الاجتماعي، حيث إن المخيمات التسويقية تحتوي على جانبين استثماري وجانب ترفيهي، فاللجنة سوقت لمنتجات السجينات اليدوية وعرفت بهم، وأتاحت الفرصة لأسرهم وأبنائهم بالاندماج في المجتمع والتمتع بالفعاليات المصاحبة للمخيمات التسويقية كالسيرك والألعاب مجانا. ودعا الجهات المعنية إلى تسهيل الإجراءات وزيادة الفرص لإنشاء مخيمات تسويقية على مدار العام لما لها من انعكاسات إيجابية على نفسية السجناء وأسرهم، وتنمية مهاراتهم، وإيجاد مصادر دخل لهم، وإتاحة الفرصة لهم في تحقيق جزء من رؤية أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، في مشروع "صنع في مكة"، فالمفرج عنهم تلقوا دورات تدريبية مهارية متعددة ودبلومات تسويقية، خلقت منهم أناسا منتجين ومصنعين يمتلكون مهارات وجودة عالية. وفي السياق ذاته، قالت الوكيل رقيب بسجن النساء العام بمكةالمكرمة عفاف محمد: "شاركنا في الخيمة التسويقية بمنتجات أكثر من 40 سجينة و500 قطعة مختلفة من مشغولاتهن اليدوية المتنوعة ما بين أغطية اللابتوب، أغطية المصاحف، مشغولات الصوف والكروشيه، سجاجيد وشراشف صلاة، ومفارش وغيرها". وأشارت إلى أن هذه الأعمال اليدوية جاءت كنتاج للدورات المهارية التي تلقتها السجينات أثناء توقيفهن، إذ إن إدارة السجن تعمل على توفير الخامات اللازمة لهن وتطوير تلك المهارات، لتحويل نزيلات السجون إلى سيدات منتجات وحرفيات قادرات على مواجهة معترك الحياة بعد انقضاء محكومياتهن. وتوافقها الرأي المتطوعة بمؤسسة رعاية الفتيات في مكةالمكرمة سحر محمد سليمان، والمشاركة بجناح "تراحم" في الخيمة التسويقية، بأن الفتيات دون 30 عاما يتلقين دورات مهارية في الخياطة والأعمال الفنية، وتجذبهن الأعمال الفنية أكثر لكونها تعتمد على الألوان، وخامات "الكريستال، الترتر، اللؤلؤ"، ومن منتجاتهن اليدوية التحف الخزفية الملونة، اللوحات الفنية، الملابس المصبوغة والمطرزات، مؤكدة بأن ريع المبيعات يعود للفتيات. أما المشرفة على الجناح التسويقي بلجنة "تراحم" رشا الأحمدي، قالت: "نحرص على المشاركة في المخيمات التسويقية في جميع أحياء مكةالمكرمة وكافة مدن المملكة، بهدف التعريف باللجنة ودورها الاجتماعي في دعم السجناء وأسرهم والمفرج عنهم، وتنمية موارد اللجنة المالية، بما يضمن استمرار اللجنة والتوسع في استيعاب أكبر عدد من الأسر، واستمرار الدور الاجتماعي للجنة في خلق فرص عمل جديدة لأسر السجناء ومصادر دخل لهم تعينهم على مواجهة الحياة". وبينت أن الإقبال جيد من قبل المجتمع "المكي" على شراء منتجات النزيلات، وتتراوح المبيعات من 200 إلى 400 ريال يوميا، في حين أكد عدد من المتسوقين والمتسوقات بخيمة الشرائع التسويقية بمكةالمكرمة، بأن منتجات السجينات اليدوية تمتاز بالجودة والمهارة العالية في الصنع، بالإضافة إلى الإحساس والفن الأصيل خاصة في اللوحات الفنية. يقول أبو محمد - أحد المتسوقين – "حرصت على شراء لوحة فنية من أعمال السجينات لما فيها من قوة في التعبير فكل خط في اللوحة له إيحاء، والملامح البشرية المغيبة والحاضرة بقوة في لوحات أخرى تدل على "السجن، الحرية، دور المجتمع".