تستقبل هضبة موقع فريق السيارات التراثية والكلاسيكية في واجهة فعاليات مهرجان ربيع بريدة 34 الزوار، في حين تصدح في أرجاء المكان آهات يجترها كبار السن حنيناً إلى الماضي، نقش حكايتها سبعيني كان في جولة هناك، إذ قال: "إييييه هذي المواتر.. وإلا بلاش"، ليرد شاب عشريني ب"هههه هذي مواتر الطيبين". من هناك برزت ثنائية القديم والجديد، وتمازجت ألوان الزمن في صورة بانورامية تزاوج بين جيلين، فالصورة المتباينة لآهات السبعيني، وضحكات العشريني، هي التي أنتجت الطعم الخاص لذلك المحفل، وسط طوابير الجمهور التي تصطف للمشاهدة والفرجة، والتقاط الصور أمام نفائس عتيقة جداً يعود تاريخها إلى ما قبل 1903م ، فطاعن في السن يقف ويسترجع شريط ذكريات حافلة بالكد والجهد والجلد، تخضبت بالزيوت والعرق، وعشريني تفوح منه رائحة العطور الباريسية، يقفون جنباً إلى جنب لتقول: هكذا هي الحياة..تمضي إلى الأمام ولا يبقى سوى الذكريات". مقر نادي السيارات الكلاسيكية والتراثية بأرض مهرجان ربيع بريدة 34 حافل بالمواقف والذكريات، ومليئ "بنقائض" تحكي قصص الأجيال، وسير العصور وتقادم العهود، وكبار السن الذين يقفون جوار الشباب المتطلع للمستقبل جنباً إلى جنب، يجعلون الزائر يخرج قلمه دون أن تدري "لتكتب صورة" ناطقة، تصف تلك التظاهرة الفريدة أمام أكثر من 200 سيارة تراثية تعود ملكيتها لما يقرب من 80 عضواً هم أعضاء ذلك النادي معروضة في قلب الصحراء للبيع والإيجار، لتكتشف في النهاية بأنك قد تصل في الحساب إلى 20 مليون ريال في أقل من 7 أيام. باختصار هم مجموعة رجال طووا عقوداً من الزمن في جمع السيارات القديمة والتراثية في مدة تجاوزت 43 عاماً، بدأت بأربعة أشخاص هم رئيس الفريق عبدالله السلامة، ومديره التنفيذي صالح العتيق، وعضوية علي السليم وإبراهيم السلامة، لتدور العجلة وتصل السيارات إلى أكثر من 200 سيارة، والأعضاء لما يقرب من 80 عضواً نالوا اعترافاً قبل ثلاث سنوات من قبل الاتحاد العربي السعودي للسيارات والدراجات النارية. فريق وضع حول مركباته سياجا شائكا، ورفع علامات التنبيه والتحذير، من اللمس أو الركوب، لأنه يرى فيها سبائك ذهبية، ومحاصيل ذكرى لا تقدر بثمن. اللوحات التي ملأت المكان ب "ممنوع اللمس" و "للمشاهدة فقط" و"ممنوع الركوب" كلها دلائل على أن تلك الهواية قد سبقها وعايشها جهد وتعب. حتى نالت احترام واستحسان الجميع. المدير التنفيذي للفريق صالح العتيق يحكي قصته مع طريقة اقتنائه لإحدى السيارات من نوع فورد بيك أب موديل 1951، بأنه شاهدها في ولاية نيوجرسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، في أحد كراجات هواة السيارات القديمة، فركب في حوضها ورفض النزول حتى يبتاعها من مالكها، لينتهي بها الحال معروضة في مهرجان ربيع بريدة 34 وقد وصل مزادها لما يقرب من 400 ألف ريال . وبين العتيق أن الفريق بإمكانياته المتواضعة وجهوده الذاتية ،استطاع أن يكون المزار الأشهر لمهرجانات ربيع بريدة في السنوات الأخيرة، لما يعتمد عليه من معطيات طبيعية خلقتها هوايات الكثير من محبي هذا الفن، حتى استقطبت تلك الهواية كل الفئات العمرية بالمشاركة أو بالمشاهدة. من جهته أكد الرئيس التنفيذي لمهرجان ربيع بريدة 34 عبد العزيز المهوس أن فعالية السيارات التراثية والكلاسيكية من أهم الفعاليات التي تستحوذ على متابعة الزوار واهتمامهم، لما تتميز به من طبيعة محببة وقريبة لاهتمام أطياف الفئات العمرية للشباب وكبار السن، ولما تحويه من نوادر وقطع تراثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ففيها مركبة من نوع فورد يعود تاريخها إلى عام 1903 م، ولا تزال تشق غمار الصحراء حتى اليوم. وأضاف المهوس أن الفريق بقيادة عبد الله السلامة وكافة الأعضاء، بات علامة فارقة في نجاح مهرجان الربيع ببريدة، واتسقطب جمهوره من كافة مدن ومحافظات المملكة، حتى وصل بهم النجاح والتميز إلى المشاركات الخارجية في بعض دول الخليج كقطر والكويت والبحرين.