قاد هتلر الألمان خلال الحرب العالمية الثانية وحقق انتصارات باهرة على الروس وغيرهم، واندحر أعداؤه أمام ضرباته الموجعة، وتقدم هتلر في كل الاتجاهات بما أولاه للصناعة العسكرية من أهمية كبيرة حيث صرف على الأسلحة والدبابات والذخائر أموالا طائلة ليحقق من خلالها نزعته النازية ورغبته الشخصية في الهيمنة على العالم والتحكم فيه، فدفع قواته إلى أماكن بعيدة ليحتل أراضي جديدة ويستعبد شعوبا عديدة، وكلما تقدمت قواته بعدت عن مركز السيطرة والقيادة وعانت ظروفا أشد فواجهت القوات المتقدمة ظروفا جوية سيئة للغاية، فهطلت الثلوج بغزارة وسدت الطرقات وانخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر فتوقفت القطعات وطالت عليها الأيام وانقطعت عنها الإمدادات العسكرية والغذائية، فوقعت القوات النازية بين نار الأعداء الملتهبة المدافعة وبين الظروف الجوية القاسية فقتل الروس الآلاف ومات بالثلج والجوع الآلاف، وهكذا تقهقر الألمان وتقدم الأعداء وحققوا الانتصارات تلو الانتصارات وحاصروا هتلر في عقر داره فضاق عليه الحصار واشتد الخناق، وتقدموا أكثر وأكثر ووجدوا هتلر ميتا، فشاع الخبر وانتشر بأنه أطلق على نفسه رصاصات وانتحر، وهذا كله بسبب تحجر فكره وتمدد جسمه أكبر من حقه ومقداره. واللافت للنظر تشابه الأسد وهتلر فبعد أن أرسل الأسد قواته وحقق انتصاراته في لبنان والعراق وغزة، وفي غيرها من البلدان وخاصة ما حققه أخيرا على شعبه في أرض الشام فسرعان ما تقلص الأسد وانكمش فقلت الانتصارات وانتكست القوات وتقدم الثوار وحاصروا القصر والدار والوقت بدأ ينفد والأسد حائرا في اتخاذ القرار أيكون جريئا وشجاعا كهتلر فينتحر بإطلاق رصاصات الذل والعار على نفسه من مسدسه الشخصي الذي طالما زينه للفخر والاختيال، أم يكون كالقذافي أكثر جرأة وشجاعة فيقاتل حتى النهاية ثم يكون مصيره إلى الثوار، وعلى الإعلام السكوت حتى يأتي المراسل بالأخبار وعلى الأقلام الانتظار حتى تكتب ما سيقدم عليه الأسد أو ما سيفعله الثوار، وقد فات الأسد ومن سانده أن الأسد في أصله طويل ومتمدد فإن حاول التمدد أكثر من حجمه تقطعت أوصاله وانفصل رأسه عن الجسد.