لا يمكن أن يتحمل المرء الهجوم المباغت والكثيف، اللذين يتعرض لهما من قبل العمالة السائبة، بمجرد التفكير في التوقف برهة بسيارته، أو تهدئة السرعة على طريق الهدية شرق مدينة بريدة لقضاء احتياجاته، فيضطر إلى الهرب رعبا، خاصة لو كان حديث عهد بذلك الطريق أو بأساليب الباحثين عن العمل، ولكن هذا هو حال العمالة السائبة، الذين باتوا ينتشرون في أحياء المدينة بكثافة في ظل غياب الرقابة والمتابعة للقضاء على مثل هذه المخالفات. "الوطن" رصدت عبر جولة لها في عدد من المواقع بمدينة بريدة، وجود العمالة السائبة في حي الهدية شرق بريدة وحي الرمال بشكل ملحوظ، إذ يتجمع العشرات من العمال بدءا من الصباح الباكر وحتى آخر المساء، بهدف البحث عن العمل. وقال المواطن إبراهيم الفريدي، أحد سكان المدينة، إنه يشاهد بين الفينة والأخرى عددا من العمالة السائبة، الذين يوجدون في حي الهدية، مطالبا جوازات المنطقة بضرورة مراقبة هذا المكان الذي توجد به العمالة. وتابع "وجود هذه العمالة يشكل خطرا على سكان الحي؛ لأن معظمهم من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل". ولكن الناطق الإعلامي لمديرية الجوازات بمنطقة القصيم، النقيب حماد المطيري، لم يقبل بالرأي القائل بغياب الرقابة، مؤكدا ل"الوطن"، أن دوريات جوازات المنطقة تعمل على مدار 24 ساعة بهدف تتبع العمالة السائبة والمخالفة لأنظمة الإقامة والعمل، وأنها تكثف جهودها لضبط المخالفين، ومراقبة أماكن تجمعهم للتأكد من نظاميتهم. وأضاف المطيري، أن جوازات المنطقة تستقبل البلاغات من المواطنين، وتتجاوب بشكل سريع مع ما يرد إليها بشأن العمالة التي تدور الشبهة حول مخالفتها للأنظمة، مؤكدا في الوقت ذاته أن عمل الجوازات يقتصر على التأكد من صلاحية إقامة الوافد. وعن العمالة التي تعمل خارج منطقة وجود كفيلها، أشار المطيري إلى أن هذا من مهام مكتب العمل وليس الجوازات، إلا أنه استدرك قائلا: إن هناك تعاونا وتنسيقا بين جوازات المنطقة ومكتب العمل بهذا الخصوص.