كثف الطيران الحربي السوري غاراته أمس على ريف دمشق غداة رفض النظام السوري على لسان وزير خارجيته وليد المعلم أي حديث عن تنحي الرئيس بشار الأسد، بينما نقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن مصادر بأجهزة مخابرات غربية أن القوات السورية استخدمت أسلحة كيماوية غير قاتلة ضد مقاتلي المعارضة بمدينة حمص في أواخر ديسمبر الماضي. على الأرض، كثف الطيران الحربي السوري منذ صباح أمس غاراته على مدينة داريا ومناطق أخرى في ريف دمشق، بالإضافة إلى القصف المدفعي والصاروخي، مما تسبب في مقتل 13 مدنيا بينهم 5 أفراد من عائلة واحدة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويتزامن القصف مع اشتباكات عنيفة في المنطقة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول استكمال السيطرة على داريا وغيرها من معاقل المعارضين في ريف دمشق منذ أسابيع. وفي مدينة حمص (وسط)، أفاد المرصد عن تعرض منطقتي جوبر والسلطانية لقصف عنيف من القوات النظامية السورية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة. من جانبها ذكرت صحيفة "لوموند" أن القوى الغربية حذرت من قبل بأن اللجوء للأسلحة الكيماوية قد يجبرها على القيام بعمل في صراع دام يستخدم فيه الرئيس الأسد قوات الجيش لسحق الانتفاضة. دبلوماسيا، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن اجتماعا للمعارضة السورية سيعقد في 28 يناير الجاري في باريس. وقال إن أبرز الجهات الداعمة للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية ستشارك في الاجتماع. تزامن ذلك، مع اجتماع ائتلاف المعارضة أمس بإسطنبول سعيا إلى تعيين رئيس وزراء في المنفى على ما أكد أحد ممثليه. وتدور النقاشات حول مبدأ تشكيل حكومة في المنفى وهو مثير للجدل بين أعضاء الائتلاف إلى جانب اسم رئيسها المحتمل على ما أكد المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه. وقال "تم طرح اسم رياض حجاب لكن ذلك أثار انتقادات كثيرة". من جهة أخرى، حذر مساعد رفيع للقائد الأعلى الإيراني من الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد قائلا إن مصيره "خط أحمر" في واحدة من أقوى الرسائل التي تصدر عن إيران لدعم حكومة دمشق. وقال علي أكبر ولاياتي المرشح المحتمل للمنافسة على منصب الرئاسة في إيران في الانتخابات المقررة في يونيو المقبل في مقابلة أذيعت أمس "إذا أطيح بالرئيس السوري بشار الأسد فسوف ينكسر صف المقاومة في وجه إسرائيل". وأضاف في المقابلة التي أجرتها معه قناة الميادين التلفزيونية اللبنانية "نعتقد أنه يجب إجراء إصلاحات تنبع من إرادة الشعب السوري لكن دون اللجوء إلى العنف وطلب المساعدة من أميركا". وردا على سؤال عما إذا كانت إيران تعتبر الأسد خطا أحمر قال ولاياتي "نعم هو كذلك، لكن ذلك لا يعني أننا سنتجاهل حق الشعب السوري في اختيار حكامه".