بالرغم من مشاريع السفلتة الجديدة، التي شهدها طريق الهفوف- سلوى- البطحاء في الأحساء، والمعروف حاليا بطريق "الخليج الدولي"، والبالغ إجمالي أطواله 260 كلم، واعتماد ملايين الريالات لتنفيذ تلك المشاريع خلال الخمس سنوات الأخيرة، والتي كان من أهمها تحويل مسار الطريق من مسار واحد "مزودج" إلى مسارين منفصلين بينهما جزيرة وسطية "ترابية" لمعظم مسافات الطريق، لكن للأسف يقال: ''الزين ما يكمل''، فهناك مقولة معروفة متداولة بين الناس وهي: "سلامة الطريق من سلامتنا والعكس"، والتي تحمل في طياتها اتباع أفضل الأساليب الحديثة في مجال تحسين انسيابية الحركة على الطريق والتقليل من الحوادث المرورية وذلك حفاظا على سلامة أفراد المجتمع. "الوطن" التقت مجموعة من قائدي المركبات، الذين أكدوا خلال أحاديثهم إلى"الوطن"، أن الطريق أفضل حالا من قبل بمراحل كثيرة، إلا أن هناك مجموعة من الملحوظات، ويجب على المسؤولين في مختلف الجهات الخدمية، تداركها قبل أن تتحول تلك الملحوظات إلى مشكلات تكبر خلال الأيام المقبلة. وقال نواف المطيري "سائق شاحنة"، إنه من المترددين كثيرا بحكم عمله على طريق "الخليج" الدولي في الأحساء من أكثر من 15 عاما، إلا أن الخمس سنوات الأخيرة الطريق أفضل بكثير من السابق، بيد أنه، أشار إلى أن من أبرز سلبيات الطريق، الكثبان الرملية، التي تتسبب في إغلاق الطريق في الأيام التي تعقب مواسم تحرك الرياح، مبينا أن أياما كثيرة من السنة وبالأخص في الشتاء، تسجل تحركا للرمال باتجاه الطريق، علاوة على كون كامل الطريق يعد في منطقة صحراوية تكثر فيها الكثبان الرملية، وتغطي معظم الطريق عند هبوب الرياح، مما يعوق حركة السير والمرور، ويؤدي إلى وقوع حوادث مرورية، خصوصا خلال فترة الليل واشتداد الظلام نظرا لعدم وضوح الرؤية في المنطقة، مطالبا وزارة النقل زيادةَ عدد آليات ومعدات إزالة الرمال المتجمعة على امتداد الطريق، وبالأخص في موسم تحرك الرياح، إذ إن هذا الطريق حيوي ويرتاده الكثير من المواطنين والوافدين والقادمين من دول مجلس التعاون الخليجي باستمرار، وحتى لا يفاجأ بها السائقون وتتسبب في حوادث مرورية، مقترحا سكب مواد بترولية على الكثبان الرملية لمنع زحف الرمال إلى الطريق. وأبان ناصر البلوي "سائق شاحنة" أن الطريق بحاجة إلى سياج خرساني أو حديدي في الجزيرة الوسطية لمعظم أجزاء الطريق، إذ إن الطريق سجل في أوقات سابقة عددا من الحوادث، نتيجة انحراف المركبة، ودخولها إلى منطقة المسار الآخر بعد تجاوزها الجزيرة الوسطية "الترابية" نتيجة السرعة أو النوم، متسببة في حوادث مميتة جراء اصطدام المركبة بمركبات أخرى وجها لوجه في المسار الآخر، مطالبا وضعَ حد لتكرار وقوع مثل تلك الحوادث على الطريق، والحل المقترح إنشاء سياج على امتداد الطريق، وفتح عدة معابر لتسهيل حركة السير بين شقي الطريق بسهولة وأمان. وطالب المواطن زهير بومجداد، الجهات المعنية في وزارة النقل التدخلَ العاجل لإنارة بعض أجزائه، وبالأخص في مواقع التقاطعات المؤدية إلى مداخل بعض الهجر والمراكز بما يضمن العمل على توفير كافة ضمانات الأمان والسلامة في الطريق، وذلك حفاظا على سلامة مستخدمي تلك المنافذ من التعرض للحوادث، بسبب تعدد حوادث السير الليلية التي وقعت عليه وأودت بأرواح الكثيرين نتيجة صعوبة الرؤية خلال فترة الليل، وخروج ودخول بعض المركبات إلى تلك الهجر بشكل مفاجئ، وبعض منافذ تلك الهجر تقع في موقع لمنعطفات أو مرتفعات لا يشاهدها القادم على هذا الطريق، متوقعا أنه في حال استمرار ظلامه الدامس ليلا وبالأخص في المنافذ "مخارج ومداخل الهجر والمراكز" بجانب السرعة المفرطة التي يسير بها السائقون في هذا، سيساهم في زيادة أعداد القتلى والجرحى، موضحا أن هذه المواقع بحاجة ماسة إلى إنارة، وهي لا تحتاج إلى أعمدة إنارة كثيرة، بل في كل منفذ 10 أعمدة إنارة في الاتجاهين، مؤكدا أن لهذا الطريق أولوية عن غيره في إنارة أجزاء منه لكثرة المترددين عليه على مدار الساعة، فهو الشريان الرئيس الرابط بين المملكة ودول الخليج.