ككرة ثلج تكبر شيئاً فشيئا؛ بدأت أزمة الغاز تلوح بوادرها في منطقة تبوك التي تضم 6 محافظات، بعد أن طالت المنطقة الجنوبية مؤخراً، حيث شهد عدد من محلات الغاز بمدينة تبوك في اليومين الماضيين نقصاً كبير في إمدادات الغاز مما اضطر معظمها إلى الإغلاق، الأمر الذي تسبب لاحقاً في إغلاق العديد من المطاعم، فيما توعدت وزارة التجارة على لسان مدير فرعها في تبوك الذين يستغلون الأزمة لرفع الأسعار. "الوطن" قامت بجولة ميدانية على عدد من محلات الغاز، والتقت بعض المواطنين، حيث ذكر محمد العنزي أن إغلاق المحلات أدى إلى حرمانهم من الحصول على الغاز، مشيراً إلى أنه لم يكن يعلم أن إغلاقها سيطول، وأنه يعود إلى عدم توفر الغاز. ولم يخف العنزي خوفه من نشوء سوق سوداء تؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز واستغلال عدم توفره وإغلاق المحلات. وذكر ظافر الشهري أنه لا يعلم أين يتوجه في بحثه عن الغاز، وقال "سمعت بهذه الأزمة في جازان ولم أتوقع وصولها لتبوك، وقد فوجئت بالفعل بوصولها، وهناك أضرار كثيرة سنتكبدها" متسائلاً: هل سنضطر إلى استخدم الحطب؟ وفيما ذكر المواطن سالم العطوي أنه على مدى 3 أيام وهو يبحث عن الغاز، أكد محمد خان صاحب مخبز في العليا أن الغاز غير متوفر ليومين متتالين، وقال "استمرار المشكلة على هذا الحال سوف يجبرني على إغلاق مخبزي"، مشيراً إلى أنه تعرض لهجوم من مواطن أراد سحب أنبوبة الغاز بالقوة. إلى ذلك أوضح أحد مشرفي التوزيع "م، س" أن المشكلة تسببت في إغلاق معظم محلات الغاز في تبوك، لافتاً إلى أن القضية تكمن في الشركة الوطنية الأهلية للغاز بالمدينةالمنورة، مبينا أنهم كانوا يحصلون على التعبئة عن طريق 5 أنابيب خلال الأيام الماضية، إلا أنهم فوجئوا بأن الشركة لا تشغل إلا أنبوباً واحداً، يقول " لدي سائق منذ ثلاثة أيام وهو ينتظر أمام الشركة بالمدينةالمنورة ولم يصل إلى الآن، والسبب كثرة السيارات التي تنتظر في الشركة لطلب الغاز"، مشيراً إلى أنه أبلغ الشركة بأن الأنابيب لا تعمل سوى أنبوب واحد، حيث تدخل الشاحنة في الداخل للتعبئة فتقف ما يقارب الثلاث ساعات، بسبب وجود أنبوب غاز واحد يعمل، مؤكداً أن بوادر المشكلة بدأت منذ 25 يوما. أحد موردي الغاز في منطقة تبوك - تحتفظ "الوطن" باسمه - أكد أن أزمة الغاز التي تشهدها المنطقة اضطرته إلى تقنين التوزيع، حيث أوقف التوزيع للمطاعم التي تسحب كميات كبيرة، وخصص الكميات التي لديه للمواطنين، لافتاً إلى أن المشكلة الأساسية هي في عدم وجود فرع للشركة في منطقة تبوك، واضطرارهم إلى التعبئة من فرع المدينة الذي يغذي منطقتي المدينةالمنورةوتبوك وعددا كبيرا من المحافظات. وقال" هناك أزمة بدأت تلوح في الأفق، حيث أغلقت 5 محلات، والعديد من المطاعم، وبدأ الناس يتشاجرون على شاحنات الغاز حال وصولها"، مؤكداً أن التعبئة كانت تتم من خلال 5 مسارات، بينما الآن تتم من خلال مسار واحد فقط". "الوطن" اتصلت عدة مرات بفرع الشركة في المدينةالمنورة، وفي المركز الرئيسي في الرياض، للحصول على توضيحات من الشركة عن أسباب ذلك، إلا أنها لم تصل إلى نتيجة، ثم قامت بالاتصال بمدير فرع وزارة التجارة بتبوك، محمد الصائغ، الذي ذكر أن السبب يعود لشركة الغاز الأهلية بالمدينة، بسبب التحميل كل يوم أحد، مؤكداً أنه ليس لهم علاقة بالشركة، مبيناً أنه إذا ثبت وجود محلات ترفع أسعار الغاز فهناك رقم مجاني 8001241616 لتقديم البلاغات، متوعداً بأنهم سيقومون بمحاسبة من يثبت رفعه للسعر. وأوضح الصايغ أنهم سينتظرون إلى نهاية الأسبوع، وقال "إذا استمر الوضع فسنتصرف وسنخاطب الوزارة. ومن خلال متابعتنا وجدنا أن الموضوع يتكرر كل أحد واثنين"، مشيراً إلى أنه توجه بنفسه لبعض المحلات ووجد أن لديهم غازا، مستدركاً بأنه وجد محلاً مغلقاً ولا يعلم سبب إغلاقه.