أكاديمية الإعلام السعودية تُطلق المرحلة الرابعة من "مسار قادة الإعلام" في الرياض    القمة العالمية للصناعة في الرياض تناقش فرص تعزيز الاستثمارات الصناعية وبناء الشراكات الدولية    إنزاغي: استمرار الفوز هو الأهم بالنسبة لنا.. وليو مبدع معنا    كورنيش جدة يحتضن مسيرة ترحيبية لنجوم بطولة العالم للراليات    سمو وزير الخارجية يستقبل وزيري خارجية البحرين وإيطاليا    "الداخلية" تسهم في إحباط محاولة تهريب مخدرات    مجلس الوزراء: الموافقة على نظامي الرياضة والرقابة المالية والإستراتيجية الوطنية للتخصيص    تكريم 4 سيدات تبرعن بالدم 10 مرات خلال فعالية توعوية بجمعية تعزيز الصحة في جدة    المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب يعقد أعمال دورته ال21 برئاسة المملكة    التضخم يتراجع إلى 1.7% في 2026    وزير الرياضة يشكر القيادة بمناسبة صدور موافقة مجلس الوزراء على نظام الرياضة    ترامب: نقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا    رئيس مجلس النواب اللبناني: اعتداء «إسرائيل» على الضاحية مؤشر على احتمالية التصعيد    صادرات الثروة الحيوانية تتجاوز 8.4 مليارات ريال    الصادرات غير البترولية تقود نمو التجارة السلعية للمملكة    محافظ الأحساء يزور «معسكر وِرث» ويطلع على البرامج التدريبية العملية والنظرية    الملحقية الدينية بسفارة المملكة لدى نيجيريا تختتم المسابقة الوطنية لتحفيظ القرآن الكريم وتفسيره    الهلال يتفنن برباعية على حساب الشرطة العراقي    الاتحاد الأوروبي يقر برنامجا دفاعيا جديدا يعزز شراكته الصناعية مع أوكرانيا    صامطة تنهي المعاناة بشبكة تصريف للأمطار    اتهامات بانتهاكات واسعة في الفاشر ومساع دبلوماسية لإنهاء الحرب    هدنة غزة تحت تهديد بطء التنفيذ واستمرار سقوط الضحايا    غدًا.. جدة تستضيف الجولة الختامية من بطولة العالم للراليات «رالي السعودية 2025» للمرة الأولى في تاريخ المملكة    السفير المالكي يقدم أوراق اعتماده لرئيسة جمهورية الهند    جنابري جاهز للمشاركة مع بايرن ميونخ أمام أرسنال    الهيئة السعودية للمياه، تفعل اليوم العالمي لنظم المعلومات الجغرافية بمشاركة أمانة الشرقية    دعم مشروع القائد ورؤيته التي تعمل على استقرار العالم    رسائل غير مرسلة    جمعية الدعوة بخميس مشيط تواصل برامجها التوعوية بدار الملاحظة    أمير جازان يبحث تعزيز الخدمات والتنمية الأمنية ويستقبل قيادات صندوق الشهداء والشرطة    هل تعزز رهانات خفض الفائدة فرص اختراق مستوى 4,150 دولارًا..؟    أمير تبوك يستقبل سفير دولة الكويت لدى المملكة    انطلاق ورشة التقييم التتبعي في تعليم الطائف لدعم التمكين المدرسي    الحقيقة أول الضحايا    الشؤون الإسلامية في جازان تُشارك في اليوم العالمي للطفل    وزير الدفاع يرأس وفد المملكة في اجتماع الدورة ال 22 لمجلس الدفاع الخليجي المشترك    مركز الملك سلمان للإغاثة يُنظِّم معرضًا لإبراز الجهود الإنسانية للمملكة في اليوم العالمي للتوائم الملتصقة بنيويورك    بنك التنمية الاجتماعية بخميس مشيط في زيارة لجمعية البر بأبها    نمو الصادرات السعودية غير البترولية بنسبة 21.7%    رئيس وزراء تايوان: "العودة" للصين ليست خيارا للشعب التايواني    اختفاء نجم من السماء مساء الأمس لمدة 28 ثانية    روسيا تطالب بجدول زمني لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي    الأطفال يتابعون الصقور عن قرب    104% زيادة بتوثيق عقود الشركات    117 دقيقة لأداء العمرة    الجوف.. مواقع تاريخية تجذب الزوار    زراعة أصغر منظم قلب لمولودة تزن 2 كجم    من السويد إلى قطاع غزة.. وثائق جديدة تكشف مسارات تبرعات «الإخوان» المشبوهة    آل الشيخ وموزاني يعقدان جلسة مباحثات رسمية.. تطوير التعاون البرلماني بين السعودية وإندونيسيا    تحت رعاية عبدالعزيز بن سعود.. تكريم المتقاعدين من منسوبي الأحوال المدنية    عمار يا دمشق من غير إيكوشار    ضجيج اللحظة    الميكروبات المقاومة للعلاجات (1)    قطع غيار    تعزيز قدرات الاكتشاف المبكر للأعراض..«الغذاء»: ربط قاعدة التيقظ الدوائي بمنصة الصحة العالمية    أمير منطقة جازان يتفقد سير العمل في وكالة الشؤون الأمنية بالإمارة    «الحج»:«نسك عمرة» منصة موحدة وتجربة ميسرة    117 دقيقة مدة زمن العمرة خلال شهر جمادى الأولى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جرائم العاملات"الوقاية" ممكنة.. والدوافع "غائبة"
قلق الأسر يواجه مطلب نظام فلترة لاستقدام العاملات
نشر في الوطن يوم 14 - 01 - 2013

تبقى ظاهرة العاملات المنزليات تثير كثيرا من الجدل على خلفية تغلغلها في المجتمع وصعوبة التخلص منها كواقع يفرض نفسه ويجب القبول به مع ضرورة استيعابه لتخفيف الآثار السلبية إلى تخلفها الظاهرة، وما يعنينا هنا هو الجرائم التي تكون تلك العاملات سبباً مباشراً فيها، فمن عاملة أسقت رضيعاً سماً للفئران، إلى أخرى هشمت رأس مكفولها بوحشية، وثالثة خنقت طفلاً في سريره وهلم جرا، ومع التداعيات السلبية الكبيرة التي تخلفها تلك الجرائم مقارنة بغيرها بسبب قرب العاملات ووجودهن في غالبية المنازل السعودية في الوقت الحالي والذعر الذي يكتنف العلاقة بين العاملة المنزلية والأسرة، فإننا نبحث عن فرصة حقيقية متاحة لتقليل ما يقع من جرائم ومدى إمكانية تلافيها وخفض نسبها بشكل عام.
أرقام تخفي بركانا
عند بحثنا عن أرقام للجرائم وإحصائيات تخص العاملات المنزليات لدى أقسام الشرطة نجد أن النسبة يمكن وصفها بالمتدنية كرقم مقارنة مع بقية الجرائم، فشرطة المنطقة الشرقية عبر الناطق الإعلامي المقدم زياد الرقيطي بينت ل"الوطن" أن 2% من الجرائم الجنائية المرتكبة في المنطقة الشرقية تخص عاملات منزليات، ويضيف الرقيطي في تصريحه ل"الوطن" قائلاً: نعم تمثل قضايا العاملات ما نسبته 2% مقارنة ببقية المهن لمرتكبي القضايا الجنائية المسجلة بشرطة المنطقة الشرقية، وتعتبر قضايا الاختلاء المحرم هي الأعلى تسجيلا لتلك الفئة بنسبة وصلت إلى 23% مقارنة ببقية أنواع القضايا الأخرى، تليها قضايا سرقة المنزل بنسبة 20% ثم قضايا الحمل السفاح بنسبة 11% ،ولا تنحصر القضايا المرتكبة لتلك الفئة في هذه القضايا فقد تقع قضايا أخرى أشد خطورة مما سبق تناوله كقضايا القتل والانتحار والسحر ولكن تظل ضمن نسب منخفضة جدا ضمن العدد الإجمالي للجرائم المرتكبة.
ذعر وحاجة
"لا أعلم ماذا أفعل، تقلقني كثيراً أخبار جرائم العاملات المتكررة وتصيبني بالذعر، وبالمقابل لا أستطيع الاستغناء عن العاملة" بهذه العبارة تصف أم بندر وضعها مع قضية جرائم العاملات قبل أن تضيف: أحاول معاملتها بالحسنى، ولا أضيق عليها خاصة أن عائلتي صغيرة والأعمال المنزلية لا تكاد تذكر، ولكن المشكلة أن بعضا منهن لديهن ردة فعل عنيفة أحياناً، وهو ما أخشى أن يحدث يوماً ما ويصيب عائلتي بسوء، أعمل معلمة وأضطر لأن أستعين بها في المنزل، وأترك أولادي معها غالبية النهار، والآن كل ما علي فعله هو الاستمرار في فعل الصواب معها والله الحافظ.
أما أم سعود "ربة منزل" فكانت ترى أن المشكلة لها وجه آخر حيث تقول: أظن أن المشكلة تبدأ من كثرة تلك العاملات في المنازل حتى إن بعض البيوت تضم أكثر من عاملة، وحقيقة أجواء العمل الصعبة أحياناًَ في تلك المنازل تكون سبباً أو أحد الدوافع لدفع العاملات لردة فعل تكون عنيفة، في منزلي عاملة وهي تعمل منذ عامين ولكن أحياناً تنزعج كثيراً من الأطفال بسبب فوضويتهم، وانتبهنا لذلك بعد ذيوع أخبار جرائم العاملات أكثر من مرة، إنهن شر لا بد منه، فأنا استعنت بأحداهن بعد زواج بناتي حيث كثرت الأعباء المنزلية فكانت حلاً، ولكني أخشى على أحفادي وهم مشاكسون ونعمل دائماً على الإحسان إليها كما يجب ومعاملتها بالحسنى.
اختلاف ثقافات
وبما أن الجرائم التي ترتكبها العاملات لها دوافع متعددة، كان من المناسب الاستماع إلى وجهة نظر نفسية تقدمها الاختصاصية النفسية والباحثة فاطمة النزر التي تعلق ل"الوطن" على الأمر حسب وجهة نظرها قائلة: تتعدد أسباب جرائم العاملات في المجتمع ويجب أن نعتبر كل حالة هي حالة خاصة لها أسبابها ودوافعها المتميزة عن غيرها ولكننا سنتكلم بعمومية عن هذا الأمر، فالاختلافات الثقافية بين البيئات التي تكون العاملة منها وبيئتنا تكون صادمة لبعض العاملات، ومن ثم فمن الممكن أن تصاب العاملة بما يسمى بالصدمة الثقافية أو بنوع من الاكتئاب أو الهوس المرضي والذي من الممكن أن يدفعها لارتكاب جريمة ما، وهنا نفسر التعجب لدى كثير من غياب سبب مؤثر لارتكاب الجريمة في بعض الحالات، كما أننا لا نستطيع أن ننكر أننا في كثير من الأحيان لا نعرف الخلفية الصحية التي تكون عليها العاملة، فمن المرجح أن تكون العاملة ذات ماض مرضي نفسي أو عقلي، وبالتالي فإن ما قامت به من جرائم هو نتيجة لوجود استعداد مسبق للجريمة موجود من الأساس في شخصيتها وساهمت الضغوط والأعباء في ظهوره بشكل أو بآخر، وهو الجانب الخاص بالخادمة وشخصيتها من الناحية النفسية، ولكننا لا نستطيع تجاهل أمر مهم في المقابل إذا أردنا للوصول إلى حل، فبعض الأسر وللأسف تعتمد اعتمادا كليا على العاملة مما يشكل ضغطا نفسيا كبيرا عليها وطول ساعات العمل اليومي، كما أن معاملتهم تتسم غالباً بالجمود والاضطهاد الإنساني للعاملات وبالتالي تكون هناك ردة فعل من العاملة من الممكن أن تكون بشكل أكبر وإجرامي على الفعل الأصلي والذي يكون قاسيا، وأعتقد كمتخصصة في المجال النفسي أن الموضوع بأكمله يحتاج إلى جهود متضافرة من أكثر من جهة رسمية كانت أو خاصة والبداية دائما تكمن بالوقاية والتوعية لهذه الأمور سواء للعاملة كدخيلة جديدة على مجتمع له عاداته وتقاليده وأطباعه، والتوعية كذلك للأسر في طرق معاملة العاملات وزرع ثقافة التسامح مع تقليل ساعات العمل لهن.
فلترة العاملات
من جهته يرى الاختصاصي الاجتماعي سعيد بن ذيبة الأمر بشكل أكثر عمقاً، حيث يقول في تصريحه ل"الوطن": لا يمكن القول إن الجرائم المتعلقة بالعاملات هي ظاهرة، بل ما زالت في نطاق ضيق ومحدود، نعم هناك ممارسات عنف ضد الأطفال وهنا نفتش عن الأسباب التي تتعلق بما تجده العاملة من اضطهاد وعنف ضدها هي في بعض الحالات من أرباب المنازل، لتنفس عنه بطريقتها ضد الأطفال بطريقتها باعتبارهم الحلقة الأضعف بعنف منظم وقد يخلف وراءه أطفالاً يعانون على الصعيد النفسي لسنوات طويلة من عمرهم، وتصل أحيانا كما نعلم إلى ارتكاب العاملات في بعض الأحيان لجرائم قتل.
ويستطرد بن ذيبة: كيف العمل؟ الجميع يسأل مثل هذه الأسئلة، ونجيب بأن الإجابة يمتلكها المجتمع بجميع فئاته وليس المنزل ومن فيه فقط، فالبداية حسب رأيي تكون من نظام يجيد استقطاب الأفضل عبر حزمة من الشروط والالتزامات التي يجب أن تتحلى كل من ترغب بمزاولة العمل في المنازل لفلترة العمالة المنزلية إن جاز التعبير، لماذا لا نرى خطة عمل واضحة للتعامل مع قضية العاملات المنزليات، من قبل الجهات الرسمية، فكرتي تتمحور حول وجود باحثين ومختصين تكون مهمتهم ضبط عملية استقدام العمالة المنزلية، عبر الكشف عن الملف الصحي لهم، وضعهم النفسي، والاجتماعي، مع تسهيل وتشجيع جلب العاملات مع أزواجهن كسائقين أو غيره وهو أمر مؤثر لأن ربع قضايا العاملات تكون اختلاء محرما وهو يعكس حاجتهن قبل كل شيء.
وختم الاختصاصي ابن ذيبة حديثه قائلاً: في النهاية نطالب أرباب المنازل بضرورة مراعاة هؤلاء العاملات في تعاملاتهم اليومية وعدم إرهاقهن بأعمال أضافية ومعرفة أن لهن طاقة محددة ولا يمكن إجبارهن على العمل سائر اليوم لأن ذلك مدعاة للتضييق عليهن ودفعهن لسلوك طرق غير سوية خاصة وأنهن ملازمات لنا في بيوتنا وأسرنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.