يُصدم سكان السعودية بين حين وآخر بخبر عن جريمة شنيعة ارتكبت داخل أحد المنازل، ضحاياها غالباً من أفراد الأسرة، والجاني عاملة منزلية أو سائق، الأمر الذي يثير الناس لحظة سماع القصة، التي ترسخ - وإن زال الغضب لاحقاً - في عقولهم مولدةً خوفاً من احتمال «مفزع»، أن يكونوا يوماً هم الضحايا في جريمة جديدة. لكن ما لا يعلمه كثيرون أن معظم الجرائم التي تقع، يعاني مرتكبوها من خلل ما، غالباً ما يتمثل بمرض نفسي أو خلل عقلي. هذا ما ثبت لدى الاختصاصيين في مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض، الذين يرون - من خلال مهماتهم - عشرات من الحالات المصابة بأمراض نفسية تعود لعمالة منزلية. ويطرح ذلك تساؤلاً في غاية الأهمية، هل يظل الكشف الطبي الروتيني على العمالة المنزلية المستقدمة كافياً، لضمان وجود العمالة في المنازل بأمان؟ خصوصاً إذا ما علم أن العاملات المنزليات - تحديداً – يبقين لفترات طويلة يومياً برفقة الأطفال، في حال عمل ربّي الأسرة. وتعتبر عملية الكشف عن الأمراض النفسية أمراً «غامضاً» غير ذي أهمية عند معظم الأسر السعودية، ما يتسبب في حدوث جرائم وحوادث عنف كان من الممكن تجنّبها، في حال وجود وعي من الأسر، ونظام حكومي يهتم بذلك. جالت «الحياة» داخل مستشفى الأمل للصحة النفسية في الرياض، وتحدثت إلى المختصين والمسؤولين هناك، لتصل إلى نتيجة مهمة تقول بأن «المرض النفسي بدرجاته يعد السبب الرئيسي في ارتكاب الجرائم من العمالة المنزلية، من دون سيطرة أو علم من مرتكبيها لحظة وقوع الجريمة، في غالبية الحالات». وربما لا تدرك ربات أسر كثيرات أن العقاب والتوبيخ سببان آخران يضاعفان فرصة تطور الحال النفسية السيئة إلى مرض نفسي لا تؤمن نتائج أعراضه في المستقبل.