قال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، إنه لا يمكن للمنظمة استصدار قرار من الأممالمتحدة يحرّم أو يجرّم "الأعمال المسيئة" للإسلام، لافتا إلى أن الأممالمتحدة ليست برلمانا تشريعيا، مطالبا في الوقت نفسه، بضرورة اللجوء إلى ما يمكن تحقيقه في هذا المجال، وإنفاذه على أرض الواقع، وختم قوله: "إن أردت أن تُطاع فاطلب المستطاع". وحذر أوغلي الذي كان يتحدث بمركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية، بجدة أول من أمس، عن "قضية الإسلاموفوبيا"، من الخلط في تناول هذه المسألة، عبر تبادل اتهامات مغلوطة بين الطرفين، ملقيا باللائمة على المتطرفين في الجانبين الغربي والإسلامي. وأشار إلى أن فيلم "براءة المسلمين"، الذي وصفه ب"البذيء" صدر عن مجموعة من الأشخاص، لا يمثلون الولاياتالمتحدة، لا رسميا ولا شعبيا، مضيفا بأنه وعلى هذا الأساس لا يمكن تعميم الاتهام في الإساءة إلى الإسلام على جميع الأميركيين، وقال إنه وفي الوقت نفسه لا يمكن اتهام جميع المسلمين بالمسؤولية عن أحداث العنف التي أعقبت بث الفيلم على الإنترنت. وتساءل أوغلي، في بدء محاضرته: "إنجازات منظمة التعاون الإسلامي والتحديات المستقبلية التي تواجهها" عن جدوى إنشاء منظمة التعاون الإسلامي، مشيرا إلى أنه لا يظن أن أيا من الأمناء العامين السابقين أراد أن يكون أمينا عاما للمنظمة، كاشفا رغبته في أن يكون أمينا عاما، ولافتا إلى أنه يكشف عنها لأول مرة، تأكيدا على إيمانه بجدوى عمل المنظمة. وشدد أوغلي على أن إصلاح المنظمة من الداخل كانت إحدى الوسائل التي دفعت باتجاه تحقيق عناصر النجاح، إضافة إلى برنامج العمل العشري، الذي وضع لائحة الأهداف للمنظمة في قمة مكة عام 2005، وتوطيد مكانة المنظمة دوليا، من خلال تبني القيم العالمية التي باتت جزءا من أهداف ومواثيق المنظمة؛ كي تظل خارج السياق العالمي. وأشار أوغلي إلى الإنجازات في مجالات حقوق الإنسان، من خلال إنشاء الهيئة الدائمة والمستقلة لحقوق الإنسان، إضافة إلى تمكين المرأة في المنظمة، عبر إعلان وثيقة المرأة التي أقرتها الدول الأعضاء، وقرار إنشاء منظمة تنمية المرأة التي سيكون مقرها القاهرة. ولفت إلى إنشاء إدارة الشؤون الإنسانية عقب كارثة تسونامي، والتي أوجدت آلية دائمة في المنظمة لمواجهة الكوارث الإنسانية، الطبيعية والبشرية في العالم الإسلامي، الذي يعد أحد أكثر المناطق تعرضا للكوارث. وبيّن أوغلي جهوده في حث الدول على رفع نسبة ما تخصصه في مجالات البحث العلمي إلى 1%، كي يتسنى للمجموعة الإسلامية أن تقف في مصاف دول العالم الثاني، وكي تتمكن الشعوب الإسلامية من الوصول لنهضة علمية ومن ثم اقتصادية وتنموية حقيقية نابعة من الداخل، على حد قوله. وفي المجال الاقتصادي، أوضح إحسان أوغلي، أن المنظمة نجحت في رفع نسبة التبادل التجاري إلى 18% بعد أن كانت لا تتجاوز نسبة ال 14% في عام 2004، لافتا إلى أنه في حال أقرت الدول الأعضاء الاتفاقيات التجارية التي وضعتها المنظمة خلال السنوات القليلة الماضية، فإن نسبة التبادل التجاري سوف تتجاوز ال 20% التي وضعت هدفا في الخطة العشرية بحلول عام 2015. وكان رئيس المركز الدكتور أنور عشقي، قد وصف المحاضرة في تقديمه لها، بأنها الأهم التي يستضيفها المركز منذ إنشائه، مشيرا إلى أن إحسان أوغلي خدم الإنسانية ولا يزال يقدم لها العطاء، مطالبا الدول الأعضاء بترشيحه أمينا عاما للأمم المتحدة؛ كي يكمل مسيرته التي بدأها في منظمة التعاون الإسلامي، ويخدم الأمن والسلام العالميين.