اقتحم "برد الشبط" مساكن الشماليين وقسا عليهم ببرده القارس وخيم عليهم بصقيعه اللاذع، وقد تأثرت ببرد الشبط المناطق الشمالية وهي مناطق الجوف وحائل والحدود الشمالية وتبوك وامتدت حتى وسط المملكة كمنطقة القصيم والرياض وأجزاء من المدينةالمنورةوالشرقية، بعدما غطى الشام بالثلوج وشمال شرق المملكة. تجمد الماء والأطراف وبحسب الفلكيين فإن موسم الشبط يأتي بعد المربعانية وبدأ 11 يناير أي أول من أمس، ويستمر 26 يوماً هي أقسى أيام البرد، وبتجمد فيها الماء وتجمد أطراف الإنسان ولا تكاد تنفع الملابس الثقيلة لأن برده يتسلل إلى العظام كما يقول بعض كبار السن. وعلامة دخول الشبط هي رؤية نجم المرزم بعد مغيب الشمس وشدة عصف الرياح الشمالية الباردة، والشبط تسمّى في دول الخليج "برد البطين" لأنهم يعتبرون المربعانية بداية البرد والبطين "شدة البرد". ويسمى عامة الناس خاصة أهل البادية موسم الشبط بولد المربعانية الشقي، ويشيرون إلى أنه من شقاوته أنه لا يقرُّ له قرارٌ، يفتح ويغلق النوافذ والأبواب بعُنف لشدة ريحه. ولد المربعانية ومن حكايات الموروث الشعبي يروى قديماً وما زال الناس تتداولها حتى الآن " أن المربعانية عندما أرادت الرحيل أمسكت يد وليدها شباط وأخذت توصيه ومن وصاياها أنها قالت له: "أنا طلعت ما ضريت عليك باللي أكله دويف وناره ليف ولا تقرب اللي أكله تمر وناره سمر" وذلك أن برد المربعانية لا يضر إلاّ ضعيفي الحال ممن لا يجدون حطباً جيداً وطعاماً دسماً , أما شباط فلم يترك أحدا لا غني ولا فقير. إلا أن برودته في هوائه أما المربعانية فبردها داخل المنازل, حيث إن هذه الرياح تتخلّق في رحم منطقة سيبيريا في دولة روسيا، التي تنخفض فيها درجة الحرارة إلى 70 درجة تحت الصفر، لذا يكون الجو البارد في العراء أما داخل المنازل فأخف وطأة، فالمربعانية بردها ينبع من الأرض. 5 تحت الصفر ويؤكد الفلكي المشرف على جوال كون الدكتور عبدالله المسند أن الدرجات الحرارية المحسوسة فجر أمس السبت تراوحت بين 5 وبين الصفر في حائل والجوف وتبوك والحدود الشمالية. وأشار إلى أن درجات الحرارة دون معدلاتها السنوية ومتوقع أن يكون الأسبوع الحالي أبرد أسبوع في هذا الموسم بسبب تموضع الكتلة الهوائية السيبيرية الباردة فوق معظم مناطق المملكة والتي ينتج عنها بوجه عام استقرار جوي لبضعة أيام. نصيحة للمزارعين وقدم المسند نصيحته للمزارعين إذا كانوا يخشون حدوث صقيع يقتل زرعه فعليهم بمتابعة نشرات درجات الحرارة بدقة ومعرفة العتبات الحدية للمحصول أي الدرجة الصغرى التي يتحملها المحصول الذي يزرعه المزارع وعندما يعلم أن درجة الحرارة متوقع أن تنخفض عن العتبة الدنيا لمحصوله قبيل هبوط درجة الحرارة يقوم بإحراق بعض الحطب والحشائش لعمل سحابة دخانية دافئة "الضباب الصناعي"، مبيناً أن الدخان لا يصعد إلى أعلى في الليالي الباردة بسبب الانقلاب الحراري لذا نرى الدخان فوق الأرض مباشرة عند شروق الشمس في الأيام الباردة، أو شراء مروحة زراعية عملاقة ومخصصة لتحريك وخلط الهواء لمنع الصقيع فوق المحصول أو الري بالرذاذ أو تغطية المحصول بالبلاستيك. مقطع الرباط وموسم شباط يكثر فيه هبوب الرياح الشمالية الباردة وشدة عصف الرياح، نتيجة تساقط الثلوج على المناطق الشمالية لذا يسمي شباط "مقطع الرباط" كناية عن شدة هبوبه، ويقصد العامة بهذا أن الهواء يشتد في الشبط، ويكون غالبا نسرياً مطلع "نجم النسر". وهذه الرياح تهب من الجهة الشرقية وتتصف بالصلافة والبرودة، لذا يقول العامة أيضاً الشبط "مبكية الحصني"، وسميت بذلك لأن الحصني "الثعلب" يحفر جحره، ويضع فتحة الجحر للشرق من أجل أن تدفئه أشعة الشمس عند الشروق لكن الهواء الشرقي البارد والذي يهب في موسم الشبط يلج إلى داخل الجحر فيبكي الحصني من شدة البرد. وكانت المناطق الشمالية شهدت مُنخفضاً جوياً أدى إلى هطول الأمطار والثلوج على القريات وطريف وتبوك، كما تعرضت مُعظم مناطق بلاد الشام إلى أمطار غزيرة وثلوج شديدة.