رسائل نصية هاتفية، إعلانات في مواقع التواصل الاجتماعي، مطبوعات توزع في حدود تقاطعات الشوارع الرئيسية الشهيرة بجدة، ووسائل متنوعة أخرى لجأت لها العديد من مقاهي "الكوفي شوب"بجدة، لتسويق نفسها على جلب شرائح "الموظفين العزاب" في ظهيرة كل يوم لتناول وجبة الغذاء لديها، في منافسة جديدة منها لمطاعم البخاري، ومطاعم الوجبات الشهيرة التي تعد على قائمة الاختيارات الرئيسية لتناول وجبة الغداء، والتي تشهد إقبالا كثيفا في فترة الظهيرة. خدمة تقديم "الغداء" بالنسبة لمقاهي الكوفي شوب ليست جديدة، إلا أنها لم تكن مفعلة على الإطلاق، كما يشير بذلك أحد مشرفي المقاهي في وسط جدة يدعى أحمد دّمر إلى "الوطن"، ولكنها تفعّلت بشكل كبير، وبخاصة بعد قرار حظر التدخين وتقديم المعسلات للزبائن، من قبل الجهات المختصة، والتي كانت ميزة تنافسية بالنسبة لمقاهي الكوفي الشوب وعامل الجذب الأكبر لها. ويضيف دّمر أنهم بدؤوا في مقاهيهم إعادة التفكير باستراتيجية جديدة، تضمن لهم تعويض خسائرهم التجارية، بالإضافة إلى استمرار عملهم حتى لا يتعرض إلى الإغلاق، كعدد من المقاهي الأخرى، بتقديم وجبات غذائية متنوعة، وبأسعار تنافسية شديدة، بحسب وصفه. ارتكاز منافسة تلك "المقاهي" تقوم على السعر المناسب بالنسبة "للموظفين العزاب"، والتي تتباين ما بين 15 إلى 20 ريالا للفرد الواحد، إلى جانب تقديم ما يطلق عليه بالغذاء الصحي الذي لا يحتوي نسب دهون مرتفعة، وقوائم مفتوحة من المشروبات الطازجة، إضافة إلى خدمة الإنترنت اللاسلكي "الواي فاي". نقطة أخرى يمكن إجمالها في سياق حديث عدد من الشباب الذين التقتهم "الوطن" في أحد المقاهي الشهيرة بجدة، والذين رأوا أن الأسعار التنافسية والتنوع في الوجبة، جلبهم إلى تلك المقاهي، بعد أن كانت أسعارها في الماضي حتى ما قبل حظر المعسلات، شبه مرتفعة مقارنة بمطاعم الوجبات السريعة، التي تقدم كوكتيلا من الأسعار التنافسية في فترات متقاربة. وأشار الشباب أيضا إلى محور آخر يتعلق بجو تنافسي آخر يضمن لهم "غداء مريحا" في تلك المقاهي وما توفره من أجواء الاسترخاء، الذي يعد عاملا معنويا كبيرا في ساعة غدائهم، لإكمال ساعات عملهم المتبقية.