فيما يعاني أهالي منطقة عسير من العقاب العشوائية التي تفتقر إلى شروط السلامة، طالب أهالي شمال المنطقة بتنفيذ عقبة السرو بالظهارة جنوب محافظة النماص التي تتوسط شمال عسير لتكون عقبة ناقلة ومتميزة تخدم شمال المنطقة وتربطه بتهامة والمدن الكبرى. ومع قرب إجازة نصف العام الدراسي تنطلق آلاف السيارات متجهة إلى تهامة عسير عبر عقبة ضلع والصما وشعار خلال الأيام القادمة، وأكثر تلك السيارات من مواطني شمال منطقة عسير من بللحمر وبللسمر وتنومة والنماص ووادي زيد والسرح وبني عمرو وبلقرن وبيشة وغيرها، وذلك بعد عدم إيجاد عقبة مميزة تخدم أهالي شمال منطقة عسير. وأرجع عدد من المسؤولين والمواطنين في منطقة عسير كثرة العقاب شمال المنطقة إلى كونها نفذت بطريقة عشوائية وبجهود ذاتية، شارك في فتحها مع وزارة النقل عدد من قبائل شمال المنطقة، وهي تفتقر إلى شروط السلامة وتشكل مخاوف لدى عابريها من الانهيارات الصخرية والانحدارات والحفريات وكثرة المجهولين، كما أنها تفتقر إلى عدم وجود مراكز ضبط أمنية مما جعل المجهولين يعبرونها. ويتم تهريبهم عبرها من وإلى المحافظات والمراكز في سراة عسير. وأوضح المواطن علي الأسمري أن الوقت الحالي هو وقت ازدياد الإقبال على تهامة ومناطقها، خصوصا مع موعد حلول فصل الشتاء الذي يكون قارسا على مرتفعات عسير؛ فالناس أصبحوا يبحثون عن مناطق الدفء في تهامة، وهي عادة عند أغلب قاطني مرتفعات منطقة عسير خلال الشتاء. فيما يؤكد المواطن عبدالله بن سعد العمري أن أكثر من 80٪ من أهالي عسير يتوجهون إلى تهامة التي تعتبر مشتى دافئاً لأهالي المنطقة؛ حيث يملك معظمهم بيوتاً في كل من الدرب، ومحايل عسير ورجال ألمع والشعبين والحريضة والبرك والشقيق وبارق والمجاردة وأحد عبس وخاط وغيرها من المحافظات والمراكز التهامية، كما أنها ترتبط بالمدن الكبرى مثل جدة ومكة وجازان وغيرها. وبدوره، بين محافظ النماص محمد بن حمود النايف أن تنفيذ عقبة السرو بالظهارة جنوب النماص سينهي معاناة أهالي شمال منطقة عسير وخاصة أنها تتوسط شمال المنطقة، وتم اعتمادها مؤخرا وتسهم في الحركة التجارية والثقافية والسياحية والاجتماعية. وأضاف أن السياحة الشتوية تحظى باهتمام كبير من أمير منطقة عسير ورئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة الأمير فيصل بن خالد. كما تقدم محافظات ومراكز تهامة عسير على توفير كافة الخدمات لزوار تلك المناطق وتتم استعداداتها لاستقبال آلاف المتنزهين الذين يفضلون قضاء إجازة نهاية الأسبوع والإجازات الرسمية وسط تلك الأجواء الدافئة والربوع الخضراء؛ وتقيم عددا من المهرجانات التسويقية والملتقيات الثقافية التي تلاقي إقبالا كبيرا من مرتادي تلك المناطق. في المقابل، أكد مدير عام الطرق والنقل في منطقة عسير المهندس علي بن سعيد بن مسفر أن عقبة السرو بالظهارة جنوب محافظة النماص تحظى بالأولوية في مشاريع المنطقة وتجد متابعة مستمرة من أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز. وأشار إلى أنه تم إدراجها ضمن الطرق المطلوبة في ميزانية الوزارة للعام المالي 1434 – 1435؛ حيث تعتبر عقبة السرو في النماص والموصلة من قرى الظهارة جنوبي المحافظة إلى المجاردة من العقاب المميزة لكونها تتميز بالسهولة في عبورها رغم أنها لا تزال طريقاً ترابياً. إلى ذلك، أكد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة عسير المقدم عبدالله بن شعثان أن هناك متابعة أمنية مستمرة لجميع العقاب الموصلة لتهامة، من خلال مراكز ضبط أمني ثابتة مثل عقبة ضلع وعقبة شعار، فيما سيتم استحداث مركز ضبط أمني جديد في ملتقى عقبة سنان وعقبة النماص الجديدة في نهاية الحدود الإدارية بين محافظتي المجاردة والنماص، مبينا أنه يوجد مراكز للضبط الأمني المتحرك لمتابعة العقاب الآخرى من وقت إلى آخر، بالإضافة إلى حملات أمنية متكررة ومفاجئة للتصدي للمجهولين ومن يحاول تهريبهم.