أمام قرية يلفها الظلام مع غروب الشمس وطلاب يتدارسون على الفوانيس و"الأتاريك" لغياب "الكهرباء"، وطرق ترابية تسلكها للوصول إليها، ومياه "العقوم الترابية" هي المتاحة لمياه الشرب، أمام ذلك تحتاج للوقوف الإجباري على تلك الصورة لتكبيرها، لتشاهد بإمعان تفاصيل المعاناة التي تعيشها قرية الأسودة التابعة لمركز الأمواه. وفي طريقنا صوب القرية ضمن جولة ل"الوطن"، وقعت أنظارنا على سيارة من نوع جيب مكشوفة، وبها عدد من الطالبات تحت حرارة الشمس، ثم واصلنا سيرنا وسط تلك الجبال والأودية وكان الطريق ترابيا شديد الحفر والتشققات، حتى وصلنا إلى وسط القرية وشاهدنا عددا من المباني ومدرسة بنات وأخرى بنين، ومسجدا. والتقينا المواطن مسفر همان عوض آل حثيث الذي قال "تعاني قرية الأسودة التي تقع شرق مركز الأمواه من نقص الخدمات، وخصوصا سفلتة الطريق المؤدي للقرية؛ حيث الطلاب يستقلون سيارات مكشوفة ويتعرضون في الذهاب والعودة للغبار، فيما تتهالك جميع السيارات من الحفر والتشققات بسبب الطريق الترابي، حتى أصبح الطريق حجر عثرة أمام أهالي القرية وهم في حاجة ماسة لسفلتته. ويضيف آل حثيث "الكهرباء غابت تماما، والطلاب من أبناء القرية يذاكرون على نور الفوانيس ويعم القرية الظلام أثناء دخول الليل، ويعاني أهالي القرية من المواطير التي يعتمدون عليها في الإضاءة مع صعوبة جلب مشتقات تشغيلها، ونحن ننتظر سنوات وقد استبشرنا خيرا بأن مشروع الكهرباء استلم لتوصيله للقرية، ولكن ما زال القلق يسودنا خوفا من تباطؤ الشركة في التنفيذ أو المقاول المنفذ، ونطمح أن تحث الكهرباء مقاولها على سرعة التنفيذ. وأشار آل حثيث إلى أن القرية تحتاج إلى بناء مدارس حكومية، وخدمات البلدية، ومياه محلاة، وبرج جوال، وجمعية خيرية، ولجنة للتنمية الاجتماعية. وقال إن هناك نقوشا أثرية نطلب من هيئة السياحة والآثار النظر فيها ودراستها. المواطن محمد القحطاني يقول إن القرية بحاجة إلى رعاية صحية؛ حيث إن فريقا مكونا من طبيب وممرضة يصل بسيارة ويحمل معه بعض الأدوية كل أسبوع إلى القرية لمعالجة بعض الحالات، ومنذ فترة غابت هذه الخدمة ولم يبق أمامنا إلا الذهاب إلى مركز الأمواه، على الرغم من تدني الخدمة العلاجية به. وأضاف بأنهم بحاجة إلى مركز رعاية صحية متكامل. وأشار المواطن محمد مسفر القحطاني إلى أن سكان الأسودة يشربون من مياه الآبار وهي المصدر الرئيسي لهم، وبعض الأحيان يعتمدون على مياه العقوم الترابية التي تعد مياها عذبة بعد مياه الأمطار، مطالبا فرع المياه بمنطقة عسير بأن يقوم بحفر الآبار وجلب سقيا لهم أسوة بغيرهم، ويوضح القحطاني أنهم يطالبون بوضع سد خرساني يحفظ مياه الأمطار ويصبح عونا لهم في غزارة المياه، مبينا أنهم بين حين وآخر يضعون سدودا ترابية لهذا الغرض. وينتقد المواطن حسن آل همان القحطاني ضعف الخدمات التي تقدمها البلدية لقرية الأسودة، قائلا "لم تقدم لنا خدمة تذكر، وجميع مراجعاتنا لها أصبحت وعودا، وتتعذر دائما بالطرق في عدم سفلتة طرق القرية". وأضاف آل همان: نتطلع إلى وضع مخطط سكني لتوزيعه على المواطنين واستقرار القرية وجعلها تتمتع بخدمات بلدية، كما أن القرية تفتقر إلى سفلتة شوارعها الترابية وأرصفتها وإنارتها ووجود عمال نظافة، وحاويات ورش للبعوض. من جانبه، قال رئيس بلدية الأمواه عوض بن سعيد آل سياف إن عائقا يقف أمام البلدية وهو توصيل الطريق المسفلت إلى قرية الأسودة، والطريق معتمد لدى إدارة الطرق والنقل بالمنطقة، مضيفا أن البلدية ستقدم للقرية كل ما تستطيعه من خلال إمكاناتها، وستقدم لهم خدمة النظافة، والرش وسفلتة بعض الطرق الداخلية ووضع مخطط سكني بعد توصيل الطريق وبعد الدراسة الأولية لجميع المراكز والقرى. من ناحية أخرى، قال رئيس القطاع الجنوبي للكهرباء المهندس منصور القحطاني إن مشروع الكهرباء تم اعتماده لقرية الأسودة، وتمت ترسيته على إحدى الشركات الوطنية.