أكد مساعد المدير العام لمكافحة المخدرات للشؤون الوقائية رئيس لجنة النظر في حالات الإدمان الخبير في الأممالمتحدة عبدالإله بن محمد الشريف أن المملكة العربية السعودية "مستهدفة من قبل عصابات ومافيا المخدرات لأسباب تجارية ولتدمير عقول الشباب". وقال: "على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية بالمملكة لمكافحة آفة المخدرات والضربات الاستباقية، فإن هذا الاستهداف في ازدياد نتيجة لزيادة الطلب على المخدرات وزديادة دول الإنتاج وسهولة التنقل وتطور وسائل التقنية". كلام الشريف جاء في حوار أجرته معه "الوطن"، استعرض خلاله الجهود الوطنية المبذولة لإحباط تهريبها وما تبذله المديرية العامة لمكافحة المخدرات، إضافة إلى ما يعانيه العالم والمملكة من مشكلة المخدرات، ومناشدات "الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات" دول العالم لتطبيق وتفعيل الاتفاقيات الدولية للحد من مخاطرها التي ضربت جميع الدول كافة وأقضت مضاجع الساسة والقادة الأمنيين والمختصين. مسارات التهريب وكشف الشريف أن المهربين والمروجين يغيرون بشكل دائم خطوط التهريب ووسائله، لا سيما مع ما تشهده بعض الدول المجاورة من انفلات أمني منذ عدة سنوات، موضحاً أن المملكة من ضمن الدول التي وقعت على الاتفاقيات الدولية لمكافحة المخدرات، وهي بلا شك تؤثر وتتأثر بما يدور حولها، فكانت من أولى الدول التي حرصت على محاربة المخدرات وشاركت في حربها الضروس دون هوادة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله)، حينما أصدر عام 1353 أول نظام لمكافحة المخدرات بعد توحيد المملكة العربية السعودية بعامين. وأكد الشريف أن اهتمام المؤسس دليل واضح وجلي على أن الدولة تحرص كل الحرص على حماية الوطن والمواطنين من مخاطر المخدرات. دور الأمير نايف وعن مراحل تطوير جهاز مكافحة المخدرات في المملكة، أوضح مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية أن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز (رحمه الله)، سخر له كل الإمكانات وأرسى دعائم هذا الجهاز وساهم في تطوير أنظمته والرفع من مستواه حتى أصبح قطاعا مرتبطا بسمو وزير الداخلية. المكافحة في الخارج وتحدث الشريف عن عدد الإدارات التي تتبع لجهاز مكافحة المخدرات، موضحاً أن هناك 115 إدارة عامة وإدارة، وأكثر من 22 مكتب اتصال تعمل في الخارج على تنسيق الجهود وتبادل المعلومات في كافة المجالات الأمنية والوقائية ولها جهود في توثيق العلاقات مع العديد من الدول على سبيل المثال في واشنطن والفلبين ورومانيا ومصر وإيران واليمن وعدد من الدول العربية والخليجية، لافتا إلى أن لهذا الجهاز جهوداً أمنية وميدانية كبيرة على كل الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، ويعمل في إطار الاتفاقيات الدولية والثنائية ويشترك مع هذا الجهاز الدرع الأول وهو المديرية العامة لحرس الحدود ومصلحة الجمارك، وهذان الجهازان يبذلان الغالي والنفيس في مكافحة المخدرات. استهداف المملكة وعما تشهده المملكة من وصول كميات كبيرة من المخدرات رغم الاتفاقيات مع العديد من الدول، قال الشريف: على الرغم من إحكام السيطرة على منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية وعلى الفئات التي عرف عنها تهريب المخدرات والقادمين من البلدان الزراعية والمنتجة والمخزنة ورغم التنسيق مع دول العبور في ما بين أجهزة مكافحة المخدرات بالداخل والخارج وحرس الحدود والجمارك داخل المملكة والسلطات الأمنية في الدول الشقيقة المجاورة والصديقة، إلا أن كثيراً من المهربات تدخل إلى المملكة بأساليب ووسائل مختلفة. وأكد أن رجال الأمن يواجهون النار كل يوم، وهناك شهداء من رجال مكافحة المخدرات، مشيرا إلى أن رجال الأمن لهم بالمرصاد ويتم إحباط أكثر عمليات التهريب وأكبرها ولعل الإحصائيات الأخيرة تؤكد زيادة استهداف المملكة وإغراقها بالمخدرات من قبل عصابات ومافيا المخدرات، إذ تأتي إلى البلاد من كافة الجهات والمنافذ من الحدود الشمالية والحدود الجنوبية وعن طريق المياه الإقليمية الشرقية، وتبذل تلك الأجهزة جهوداً كبيرة من أجل حماية البلاد والعباد من آفة المخدرات. الخطط الوقائية وأكد مساعد مدير عام مكافحة المخدرات، أن وزارة الداخلية لم تقف في إنجازاتها الأمنية وضبط مهربي ومروجي ومستقبلي المخدرات فحسب، بل عملت الوزارة ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، وفق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات وسياسات اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالتركيز على تطوير المهارات الحياتية وتوعية وتبصير أفراد المجتمع بأضرار المخدرات وتعزيز القيم الأخلاقية لدى الأفراد والأسر وتعديل اتجاهات الشباب نحو المخدرات. وأضاف: لدى المديرية العامة لمكافحة المخدرات حزمة من البرامج والمشاريع سيتم تنفيذها في الجامعات السعودية مع بداية الفصل الدراسي الثاني بمتابعة واهتمام من قبل مدير عام مكافحة المخدرات بالمملكة اللواء عثمان بن ناصر المحرج وتشمل: مشروع الشبكة العالمية المعلوماتية للمخدرات، وهذا المشروع سيتم تدشينه في منتصف هذا العام، وبرنامج توعوي وثقافي وطني في ما بين حرس الحدود والقوات المسلحة ومكافحة المخدرات، وتنفيذ البرنامج الوطني الوقائي للطلاب والطالبات يغطي 25 ألف مدرسة في كافة المراحل للبنين والبنات، وبرنامج توعية ووقاية الطلاب المبتعثين للخارج، ومشروع الندوة الإقليمية الثانية لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات التي ستعقد هذا العام برعاية وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بمشاركة 25 دولة، وإنشاء مجموعة من المواقع الإلكترونية وعدد من مراكز التوعية المجتمعية في مناطق المملكة تهدف إلى توعية وتثقيف أفراد المجتمع من مخاطر المخدرات، ومشروع "كورة ستار" وهو مشروع رياضي سيتم تطبيقه بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمديرية العامة لمكافحة المخدرات. وأكد الشريف في نهاية حواره مع "الوطن" أن وزارة الداخلية حريصة على نشر أهم قضايا التهريب والترويج عبر وسائل الإعلام بكل شفافية لإيضاح مدى الاستهداف من قبل أعداء الوطن والجهود التي تبذلها لحماية المواطن والمجتمع من خطر المخدرات، مشيرا إلى أن الجهات الأمنية ضبطت خلال 6 سنوات أكثر من (120.329.497.05) طن حشيش و359 مليونا و924 حبة كبتاجون و232 ألفا و385 متهما، إضافة إلى أن أكبر قضية تم ضبطها هي قضية الشيول التي عثر بداخله على 8 ملايين و351 ألف حبة كبتاجون مهربة داخل الإطارات.