طالب مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أصحاب المناصب والمسؤولين، بأن يتقوا الله وأن يتحلوا بآداب الإسلام، ويؤدون واجب الأمانة المنوط بهم على أكمل وجه، وألا يسنوا نظاماً يخالف شرع الله. وأشار خلال خطبة الجمعة أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط مدينة الرياض إلى أن المنصب والولاية أمانة ومسؤولية عظيمة، وخزيٌ وندامة يوم القيامة لمن لم يؤد حقها. وأضاف أن كل مسؤول سيسأل عن مسؤوليته يوم القيامة التي كلف بها وعمن هم تحت رعايته. وبين آل الشيخ أن المناصب أمانة في عنق من تولاها، فيجب أن يؤدي الأمانة على الوجه الأكمل، قائلاً "ليعلم أن هذه المناصب تكليف لا تشريف، وأنها لا تدوم لأحد، فعليه أن يتقي الله في مسؤوليته، ويعطي حقوق من هم تحت يده، ويحافظ على الممتلكات العامة بأمانة وإخلاص". وأضاف المفتي أن من الآداب التي يتحلى بها المسؤول التواضع وخفض الجناح والبعد عن الكبر والتعالي والتعاظم، مشيراً إلى أن المتكبر ينفر الناس منه، ولا يطمئنون إليه لما تقلد من كبر وتعال، فعلى المسؤول أن يتقي الله وينقاد إلى الحق، قائلاً "فكلما كان المسؤول متواضعاً قرب الناس منه، وبلغوه حاجاتهم، وتفاهموا معه فيما يعود بالخير". وشدد آل الشيخ على أن من الآداب التي يجب أن يتحلى بها المسؤول المحافظة على الأموال العامة والبعد عن أكل الحرام، قائلاً "فحرام على المسؤول أن يتخذ منصبه للتكسب والتحايل على أكل المال بغير حق، والسرقة والنهب وأخذ الرشوة وقبولها كل هذه حرام عليه"، مضيفاً أنه من الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المسؤول العدل في كل الأحوال، قائلاً "ليس من العدل أن تفرغ أناسا من موظفيك وتشغل آخرين، وليس من العدل أن تكتب أسماء أشخاص وهم غير موجودين". وقال آل الشيخ إنه من الآداب ألا يستقل المسؤول برأيه، ويجب أن يكون لديه مختصون من أهل الخبرة والمشورة، ليلجأ إليهم في اتخاذ القرار السليم، قائلاً "وفي الأدب ما خاب من استخار وما ندم من استشار، فالآراء المتعددة تنتج عنها فكرة حسنة تكون سبباً لصالح ذلك القرار". وبين أن من الآداب قبول المسؤول نصيحة من ينصحه، فصدق الناصح وإخلاصه ومحبة المنصوح للنصيحة كلها أمور مطلوبة، مطالباً بأن يقوم المسؤول بتشجيع المحسنين والعاملين المنتجين في عملهم، فيشجعهم ويثني عليهم ويقربهم إذا رأى منهم إخلاصاً وتفانياً في الأعمال. وأضاف آل الشيخ أنه من الآداب أن يوفق المسؤول في تمكين من هم تحت يده من أداء واجبات الإسلام "الصلاة جماعة"، وأن يمكنهم من الصوم والحج، كما أنه من الآداب أيضاً ألا يسن نظاماً يحمل فيه موظفيه على عدم الالتزام بشريعة الله بألا يحملهم على ما يخالف السنة، ويفرض على كل فتاة أن تكون متبرجة سافرة، وتختلط مع الرجال وتباشر الرجال، ولو كان عملها يقتضي ذلك، قائلاً "لكنه يريد في ذلك النظام إفساد الأخلاق والقيم والفضائل، وكل هذا لا يجوز". وقال آل الشيخ "أي مسؤول سن نظاماً يخالف شرع الله فإن هذا الأمر مردود عليه فيجب على كل مسلم أن يتصور أي نظام سن من أجل أن تخالف المرأة شريعة الإسلام في مظهرها واختلاطها بالرجال، فإن هذا من الأمور الخطيرة، ويجب أن تعزل المرأة عن الرجل لأن هذا يحفظ العورات من السوء والفساد".