منعت الحكومة العراقية وسائل الإعلام من تغطية اعتصام أهالي محافظة الأنبار غربي البلاد، ورفضت الأجهزة الأمنية المتمركزة على الطريق السريع المؤدي إلى المحافظة السماح لسيارات النقل الخارجي لبعض الفضائيات من التوجه إلى مكان اعتصام المتظاهرين. وقالت اللجنة المشرفة على الاعتصام في بيان لها صدر أمس إن هذه الإجراءات تأتي في سياق سياسة تكميم الأفواه، ومصادرة حق التعبير. وطالبت الحكومة بتمكين كافة وسائل الإعلام المحلية والعالمية من القيام بدورها بحرية ودون أي قيود. إلى ذلك استمر الاعتصام المدني في الأنبار لليوم الخامس على التوالي، حيث واصل عشرات الآلاف من المحتجين إغلاق الطريق الدولي المؤدي إلى سورية والأردن. وردد المتظاهرون هتافات تنادي بإسقاط النظام، كما رفعوا العلم العراقي القديم الذي تم تغييره عقب الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين. وفي محافظة نينوى شمالي البلاد تظاهر صباح أمس المئات من شيوخ ووجهاء المنطقة أمام مبنى مجلس المحافظة تأييدا لتظاهرة الأنبار، وطالب المتظاهرون بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات ووحدة الصف الوطني ونبذ الطائفية. من جانبه كشف نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي عن وجود تنسيق بين القائمة العراقية والتحالف الكردستاني للانسحاب من الحكومة الحالية، وقال في تصريحات صحفية من مقر إقامته بتركيا "على المالكي إدراك أن البلاد تواجه مصيراً مجهولاً نتيجة ممارساته وتنصله على تحقيق الشراكة في إدارة البلاد، والانسحاب من الحكومة أمر وارد بعد أن حصل اتفاق مع التحالف الكردستاني على هذا الموقف". كما طالب نواب عن القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي رئيس الوزراء بالاستجابة لمطالب المتظاهرين واحترام إرادتهم لضمان استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد. وفيما يقوم رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي بدور وساطة للتقريب بين المالكي ووزير المالية رافع العيساوي أكد الأخير تمسكه بإطلاق سراح المعتقلين وتلبية مطالب المتظاهرين. في سياقٍ أمني لقي جندي وشرطيان مصرعهم في هجومين مسلحين منفصلين في محافظة نينوى أمس. وقال مصدر أمني إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على جندي في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، بينما استهدف آخرون شرطيين شمال مدينة الموصل.