في ليلة استصرخ المعاقون ضمائر الأصحاء لاستشعار معاناتهم من خلال كلمات مريرة وأحيانا قاسية، أطلقوها خلال اللقاء المفتوح لأعضاء جمعية الأمير مشعل بن عبدالله "شمعة أمل" بنجران مساء أول من أمس، وسجل اللقاء غيابا كاملا لممثلي الشؤون الاجتماعية بالمنطقة رغم تأكيدات المنظمين بتوجيه دعوات رسمية لهم، مبينين أن غيابهم غير مبرر، إضافة إلى غياب شبه تام لرجال الأعمال، حيث لم تتجاوز التبرعات مبلغ ال65 ألف ريال فقط. وكان ملتقى نجران الثقافي قد نظم اللقاء الذي استمر نحو ساعتين بهدف طرح معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقات التي تعترض أعمال الجمعية للقيام بواجبها تجاه هذه الفئة، وسط حضور مراقب منظمة حقوق الإنسان الدولية التابعة لهيئة الأممالمتحدة أحمد منصور، حيث تم عرض مسيرة الجمعية وأهدافها والخطط المستقبلية التي تسعى لتحقيقها، وتخلل اللقاء العديد من قصص ذوي الاحتياجات الخاصة ومعاناتهم. وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية هادي آل منصور ردا على سؤال "الوطن" عن مدى دعم رجال الأعمال أن هناك جفاء كبيرا بينهم وبين الجمعية، حيث تم دعوتهم في أكثر من مناسبة لكنهم لم يحضروا، مشيرا إلى أن الجمعية لا تستجدي أحدا فمن أراد مساعدتها فليكن ذلك خالصا لوجه الله تعالى، مبديا استعداد أعضاء مجلس الإدارة لتقديم استقالتهم إذا رغب رجال الأعمال بتسلم زمام الأمور ودعم الجمعية. وعن الأرض المخصصة للجمعية بين آل منصور أنها في رحلة طويلة الأجل بين الجهات المسؤولة ولم تتسلمها الجمعية حتى الآن، مؤكدا ترحيب الجمعية بذوي الاحتياجات الخاصة من الوافدين، حيث إنها غير مخصصة للسعوديين فقط. وبينما كان أحد أعضاء الجمعية يثني على دور مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة في مدى تعاونهم مع الجمعية ردا على سؤال أحد الحضور صرخ أحد المعاقين فايز آل مهري صاحب فكرة إنشاء الجمعية طالبا المشاركة وسماع صوته، مؤكدا أنه كان في الفترة الماضية داخل مبنى الشؤون الصحية بالمنطقة، وعندما أراد الصعود أفادوه بأن المصعد لا يعمل وليس بوسعه صعود الدرج بسبب أن إعاقته "شلل تام" وعليه العودة في يوم آخر لإنجاز معاملته التي حضر من أجلها، ووجّه تساؤله لأعضاء الجمعية عن الخدمات التي يجدها المعاق وعن التعاون الذي يشيرون إلى وجوده، مستشهدا بجولة قام بها على أغلب المستوصفات الخاصة في المنطقة للحصول على تخفيض معين لزملائه ذوي الاحتياجات الخاصة للعلاج لكنه لم يجد أي تعاون منهم. وخلال اللقاء سرد عضو الجمعية المعاق محمد آل منجم قصة رحلته العلاجية داخل المملكة وخارجها؛ حيث أوضح أن المجتمع هنا لا يعي حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة بداية من المستشفيات التي لا تتوقف معاناتهم معها، مشيرا إلى أنها تعتبرهم ضيوفا ثقالا. كما استعرض الكفيف ماجد القارح تاريخ إنجازاته الرياضية ومشاركته في بطولات رمي القرص والرمح والجلة، وتحقيقه مراكز متقدمة ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى الخليجي والعربي والعالمي.