تتعرض الحياة الفطرية في الطائف لخطر الانقراض نتيجة الصيد الجائر الذي يقوم به شريحة من المواطنين والذي لا يخلو من المباهاة والمفاخرة تارة والتحدي تارة أخرى بين الصيادين رغم الجهود التي تبذلها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية في سبيل المحافظة على هذه الثروة. وكشف مهتمون ل " الوطن" أن الصيد العشوائي قضى على الكثير من الحيوانات البرية في السهول والصحارى المتاخمة للطائف وضواحيها التي لا تخضع لرقابة الهيئة التي يقتصر دورها الرقابي فيما يبدو على الأماكن المحمية طبيعيا الأكثر صعوبة ووعورة في سفوح الجبال والصحارى الشاسعة. "الوطن" تحدثت مع عدد من الصيادين الذين لا يألون جهدا ولا مالا في سبيل هوايتهم المفضلة، يقول أحد الصياد – يكني ب " أبي سيف" - إنه أصبح يواجه مشقه كبيرة في تسلق سفوح الجبال للإيقاع بفرائسه بعد أن انتشر الصيادون في الأماكن التي تصل إليها السيارات وجلاء الصيد نتيجة الصيد بالأسلحة النارية المتطورة. وقال " أصبحنا نسير على الأقدام ونستخدم الكشافات الضوئية لتتبع الصيد في ظلام الليل ونقوم باستخدام أجهزة حديثة تقلد أصوات الطيور وما نريد صيده من حيوانات خاصة في مواسم التزاوج والتي تجذب إليها أنواع الصيد ومن ثم يتم إطلاق النار عليها وقتلها". وبين أن كثيرا من الصيادين يقومون بقتل أعداد مهولة من الصيد وخاصة الطيور التي تعبر أراضي المملكة مهاجرة لغرض التفاخر والمباهاة معرضين هذه الثروة لخطر الانقراض الذي يهددها يوما بعد آخر. "الوطن" تواصلت مع مدير مركز أبحاث الحياة الفطرية بالطائف أحمد البوق، الذي أوضح أن 16منطقة محمية معلن عنها تحت إدارة الهيئة بشكل كامل وتمتد على مساحة 85 الف متر مربع و تمثل ما نسبته 5% من مساحة المملكة، لافتا إلى وجود أماكن مقترحة للحماية بين إدارة الهيئة وجهات حكومية أخرى كوزارة الدفاع والطيران ووزارة البلدية والقروية بالإضافة إلى أماكن شبه محمية مثل المتنزهات الوطنية التابعة لوزارة الزراعة. وعن هواية الصيد قال البوق إن هناك نظاما رسميا للصيد وموافق علية من مجلس الوزراء وفق شروط محددة، إذ إن المسؤول عن تطبيقه خارج المناطق المحمية هي وزارة الداخلية، مشيرا إلى أن المملكة شاركت العام الماضي في معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية في النرويج برئاسة رئيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية بالمملكة الأمير بندر بن سعود بن محمد.