سجلت المحمكة العامة في تبوك أول من أمس، تنازل والد ووالدة المجني عليه عبدالرحمن الرشيدي عن قاتل ابنهما، مؤكدين أن عفوهما يأتي ابتهاجاً بشفاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وذكر المواطن سعد بن معوض العايضي الرشيدي "والد المجني عليه" أن مناسبة شفاء خادم الحرمين الشريفين كانت هي الدافع للعفو عن قاتل ابنه، موضحا أن الحادثة حصلت قبل نحو 9 أشهر في منطقة تبوك، حيث حدث خلاف بين ابنه وبين الجاني ثامر معيض الحارثي، وهما في العقد الثاني من العمر، تسبب في مقتل ابنه عبدالرحمن. وأضاف الرشيدي أن الله وفقه لإعلان العفو بعد أن منّ الله على خادم الحرمين الشريفين بالشفاء، وقال "أعلنت تنازلي وتنازل زوجتي عن الجاني لوجه الله أمام ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ابتهاجاً بشفاء قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله"، وأكد الرشيدي أن ولاة الأمر لا يألون جهداً في نشر التراحم والعفو والتسامح بين أفراد الشعب الأبي منذ تأسيس هذه الكيان العظيم على هذه الأرض الطاهرة. ومن جانبها، حضرت "الوطن" استلام صك التنازل في محكمة تبوك، الذي حصلت على نسخة منه، حيث وصف رئيس المحكمة العامة الشيخ محمد بن سعود الجدعان العفو بالمجد الرفيع الذي حث عليه ديننا الحنيف انطلاقاً من قوله تعالى "فمن عفى وأصلح فأجره على الله". وقال إن هذه الصورة الجميلة من العفو التي سجلت في محمكة تبوك لوجه الله تعالى تعكس في واقع الأمر مدى التسامح الذي يتسم به هذا الشعب الكريم في مختلف أنحاء هذه البلاد العزيزة. وأضاف الشيخ الجدعان أن موقف سعد الرشيدي والد المجني عليه كان موقفاً مشرفاً ومؤثرا على الحاضرين فلا تسمع إلا الدعاء له والتكبير على هذا الموقف الذي لا يبتغى منه إلا الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى، وليس ذلك بغريب فقد تعودنا من ولاة أمرنا السعي لبث روح التراحم والتسامح بين أفراد هذا الشعب.